الثلاثاء، 15 أكتوبر 2013

مكتبة المستشرق



مكتبة المستشرق


























فى البداية يجب أن أوضح معنى لفظ " المستشرق" أدرى ان القراء مثقفين وسيعرفون المعنى ولكن دعونا نكون كرماء ومرنين لتوضيح المعنى لمن لا يعرف حتى لا نتسم بأننا نكتب للنخبة فقط أو لفئة محددة . " المستشرق" هو الغير شرقى من أى بلد خارج نطاق الشرق الاقصى أو الاوسط أو الادنى أو بشكل واضح ليس من أسيا وأفريقيا . والمستشرق لا تعنى الغربى فقط بل تستلزم ان يتسم ايضا بالاهتمام بالشرق سواء ثقافة او فكر أو أثار أو حضارة أو مكان أو أى شى فى الشرق . وكل دارسى الشرق عن رغبة وحب سواء فى بلادهم أو أستقروا فى اى بلد من البلاد العربية أو الاسيوية أو الافريقية يطلق عليهم مستشرقون وللاسف ما أكثرهم عددا وأقلهم شهرة .


" مكتبة المستشرق" تلك موجودة فى القاهره بمصر فى أحد الشوارع المطلة على ميدان طلعت حرب فى الجهة المقابلة من المقهى التاريخى " جروبى " . تلك المكتبة يبدو أنها لمستشرق فرنسى فمعظم كتبها فرنسية ، أنتظر لن أتحدث عن الكتب قبل المكان .. المكان يتسم بلمسة تاريخية .. اللون السائد هو البنى الدافىء ،المكتبة واسعة ولكن يتوسطها منضدة واسعة مقسمة الى مربعات وكأنها ادراج مفتوحة أو أرفف وبها شتى الخرائط واللوح العتيقة المغلفة بالبلاستيك لحفظها من أن تبلى زمنيا. أما حوائط المكان فهى مكتبة ضخمة عظيمة فيها شتى الكتب المختلفة الاحجام والسماكة ولكن المشترك بينهم كلهم عنصر واحد وهو القدم فأحدث كتاب بينهم قد يصل لنصف قرن، و جميع الكتب أوراقها على درجة من الاصفرار .


يعمل فى المكان شابان يجلسان على مكتب بجانب الباب الزجاجى السميك المعلق عليه زينة رأس السنة. شابان يتسما باللطف والابتسامة البشوشة ، فتاة محجبة وشاب طويل القامه و يتضح ان كليهما فى نهاية عشرينهما. فى مكتب خلفهما يجلس رجل كبير ممتلىء قليلا ذو شعر ابيض لامع و يتضح من ملامحه أنه غير مصرى ، لم أتحدث معه لكن يبدو إنه صاحب المكان أو بالاصح " المستشرق" . رغبت أن أتكلم معه لكن تخوفت الا يكون لا يتحدث سوى الفرنسية . سأجل تلك المحادثة قريبا ولو بمساعدة الشباب الذين يعملون هناك . نسيت أن أقول ان جميع الكتب الموجودة فى تلك المكتبة وجميع الخرائط عن مصر وعن ذكريات ومغامرات مصريين وأجانب فيها.


المكتبة كنز تاريخى وثقافى عظيم وعلى قدر فخرى به حزينة لانه ليس مرجع الكثير أو يتسم بالشهرة التى تليق به. هذا القدر الضخم من الكتب الغير مشهورة أو مقروءة مؤخرا هى التى شجعتنى أن أعود للكتابة مجددا بدون توقف ولربما فى يوما ما مستقبلا تشغل حيز ولو صغير فى مكتبه أو فى زاوية ما .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق