الأربعاء، 23 أكتوبر 2013

الصدق والمراهقة


الصدق والمراهقة


عنوان سقيم اليس كذلك ؟ أصبر فقط ولا تتعامل مع الامر بمنطق " غلاف الكتاب " ولن اخدعك أنا بمبدأ " وش القفص " كل ما سأتحدث عنه الان يا صديقى القارىء هو ميزان الصدق فى الاسر فى مجتمعنا العربى وفى المجتمع الغربى كذلك ، وأثر ذلك على فترة المراهقة فى كلا المجتمعين وأنت ما عليك الا أن تتخير الافضل لك .
نصر هنا على مبدأ " اكبر منك بيوم يعرف عنك بسنة " لذا فالكبير أعلم ولا يخطأ وعليك طاعته وتنفيذ كلامه ولو ليس على هواك أو مقتنع به ، والامر يتعاظم فى الاسر حيث عليك طاعة والديك أو أعمامك أو اخوالك أو أيا من كبار اسرتك الذين تعيش أو تتعامل معهم دون جدال و أحيانا دون نقاش كذلك فهم الخبرة الذين صارعوا الدنيا قبل وجودك فى الحياة من الاساس وهم لا يخطأون وعليك أن تتجاهل أن عصرهم غير عصرك وأن ثقافتك لو كنت تقرأ قد تزيد عنهم ، وتلك ليست دعوة للتمرد أو التعالى بل هى محاولة لتقريب وجهات النظر .
يسألنى بعضكم وما دخل لفظ " الصدق" الذى فى العنوان بما قيل ، سأقول له بأبتسامة تمهل وأجبنى السؤال القادم وستعرف الرابط .. اذا كنت كبير ولديك أبناء هل ستصارحهم يوما أنك أخطأت فى حياتك فى تصرف ما سواء قبل تواجدهم فى الحياة أو فى اثناء تربيتــــهم أو أى شــىء من هــذا القبيل وذلك لا يكون اثنـــاء غضـــب فيخرج فى شكل أهانـــة " أنا معرفتش أربيك " مثلا ولا بعد أن يصلوا لمرحلة الشباب .
اذا كنت صغير فى مرحلة المراهقة أو ما بعدها - ولن أكون خيالية وأفترض أن أصغر من هذا السن ســيقرأ مقالـــــى - هل أعترف احـد والديك أو أقربائك كبار السن بأنهم أخطأوا ؟
فى المجتمع الغربى يحرص الاباء بالتواصل والصدق مع أطفالهم - أى منذ البداية - ولا يخجلون من أن يقولوا لهم أنهم يسعون لتحقيق الافضل لهم ، أو أنهم عجزوا عن أمر ما وذلك يصنع حالة رائعة من الصداقة بين الاهل وابنائهم ، سلبياتها التى يدينها المجتمع العربى هى فقدان الهيبة التى يحرص الاباء هنا لصنعها فى نفوس اطفالهم لضمان السيطرة على افعالهم .
ولكن بنظرة اخرى ستجدان تلك الصداقة لا تمنع وجود العقوبات على الابناء فى حالة الخطأ والتى يحترمها الاطفال - وليس كلهم للمصداقية - ، لوجود المحبة والمودة والاحترام بينهم وبين اهلهم، على النقيض هنا كثيرا ما تكون العقوبة جسدية - الضرب مثلا - فيخافها الطفل حتى يصل لسن المراهقة والتى غالبا ما يكون اهله وقتها اقل قوة نظرا لكبر سنهم، وأصبح هو اكثر قوة لتحمل الالم فيبدأ التمرد والذى لا ينقذ منه سوى المحبة الفطرية بين الابناء والاهل اذا لم يؤثر عليها نقطة العقوبة الجسدية .
لا أقول فى مقالى هذا " أن الغرب كامل أو علينا تقليده بل كل ما أقول فلنتعلم من التجارب الايجابية فى مجال العلاقات لنشر المودة والصداقة والمحبة بين الاهل . 

السبت، 19 أكتوبر 2013

رواية اللعنة (5)



( 5 ) 






ضحك بصوته المبحوح قليلاً و قال هو يعطني لكمه خفيفه في كتفي
-         هو انت ؟ ... يا شيخ خضتني .. انا قلت حرامي
نظرت لسعد غير مصدق عيني ، أنه لم يأتي في أي من جنازتين والدته فمتي حضر ؟
- انت جيت امتي يا سعد ؟
- النهارده الصبح
- و متصلتش بيا ليه
- كنت هتصل بس كنت تعبان قوي ، وصلت نمت علي طول و صحيت علي صوت كركبتك،  كنت بتعمل ايه ؟
- هحكيلك علي كل حاجه بس قولي الأول .. انت ازاي متجيش جنازه مامتك ؟
- مهي ظروف البلد وقفت الطيران قال ايه اضراب فاتحبست ترانزيت يومين في بلد معرفش اهلها بيتكلموا ازاي لغايه ما اتفك الحصار ؟
- يومين ؟ امك ميته بقالها فتره
- و هو حد فيكم فكر يبعتلي يقولي ، ده انا بتصل بيها زي عادتي كل اسبوع لقيتها مبتردش و معرفش لأبويا رقم و دخت عقبال ما وصلت لناديه و نهي و الاتنين كانوا زيي مهي العيله حبلها اتفرط خلاص بس المهم اني خدت رقم باباك منهم و اتصلت بيه فندي اختك هي اللي حكيتلي كل حاجه و بصراحه اتصدمت .. انا كنت عارف ان امي مكتأبه ووحيده و كنت بحاول اخفف عنها بتليفوني الاسبوعي بس متخيلتش ابدا ان الموضوع ممكن يوصل معاها
للأنتحار .
- مش عارف يا سعد ... في حاجات مش تمام في الموضوع ده
- لأ براحه عليا ... بص تعالي نعمل شاي و نتكلم و تحكيلي الموضوع من الأول و تفهمني
- يبقي تيجي عندنا و علشان نعرف نتكلم كويس بعيد عن حفرة الذكريات المتربة دي


............................................................................................................

تجلس ندي بالقرب من والدتها ثم تقترب بشده من أذنها  تهمس في اذنها
- ماما أحمد عمال بيلف و انا مش قادره اسكت اكتر من كده ، اللي مسكتني اني خايفه من رد فعله ، مش هيسامح بابا أبدا .
يدخل عادل من الباب و ينظر لأخته بعيون متسائلة
- أنتِ بجد مصدقه أنها بتسمعنا يا ندي ؟
تعتدل ندي و تنظر لأخيها الصغير بحنان
- اه اكيد .. بكره لما تصحي هتلاقيها بتحكيلنا كل اللي قولناه
- بجد .. طيب يا ماما سعد رجع و أخد سريري .. هو مش عندُه سرير في بيته ؟
- عيب يا عادل ، اسمه اونكل عادل ده قد أحمد
- مهو انا زعلان كمان من ابيه احمد
- ليه يا عادل ؟
ينظر لأمه الراقده و تدمع عينه فتأخذه ندي في حضنها
- لأ يا عادل .. ماما تعبت علشان ربنا كتب كده و محدش سبب في ده .. ادعيلها بس تفوق بسرعه
- مهو لو كان موجود هو ولا بابا كان لحقها
- و يسيبوا عمتو يعني ؟.
- مهي كانت ماتت بقي .. انا كنت بخاف منها اصلا
- ادعي لربنا يا عادل يخفف ماما و يرحم عمتو و متكلمش تاني كده
- حاضر

............................................................................................................


الواد ابو عيون زُرق ده هيجنني ... ازاي يبقي في صوره قديمه ليه و هو صغير مع أمي و أمك و أختي و منعرفش عنه حاجه ... انا مكنتش هعرفه لولا عنيه المميزين دي
- سيبك منه .. انت قلت كان في ورقه مع الصوره ، فينها
- انت جدع .. انا كنت نسيتها اصلا
- فالح
- انا معايا ورق كتير من عندكم في البيت كمان
- ده انت قلّبتنا بقي
- انا مخدتش غير الورق يا سعد علشان افهم امك ماتت ازاي
- خلاص متزعلش كده انا كنت بهرج معاك ، هات الورقه اللي كانت مع الصورة الاول و بعدين نشوف الباقي
يعبث أحمد في جيبه ثم يخرج ورقه بيضاء مطويه عده مرات و يفتحها برفق فيخطفها سعد و يفتحها بسرعه و يقرأ بصوت عال غير مبال بأعتراض أحمد
- صغيري .. كم تمنيت أن اصارحك و لكنك لطالما كنت بعيد و منزوي تبكي حظك السئ و الذي لم يكن في يدينا شئ لتغييره فمفتاحك معك و عليك أن تجده بذاتك  ، و حين تجده عليك أن تعلم أنك مثلنا و لكن لسنا كلنا كذلك و هناك منا من ينكر ما ستجده او يحاربه او لا يدرك كيف يتعامل معه و هناك من ليس منا سيحسدك عما لديك  وسيبحث دائماً عن وسيله لأقناعك أنك ملعون و سيقلب حياتك جحيم أزرق فأنتبه . و قد تركت لك ملاكاً مثلك و لكن واسع الأفق ليدلك عما تبحث عنه و لكن لن تعرفه إلا حين تجد مفتاحك ، فأحذر يا صغيري ... أمك نبيلة .
-منزوي و مفتاح و جحيم ؟
- لأ و في ملاك كمان شوف الهنا
- بطل تريقه بس ، بزمتك أنت فهمت حاجه ؟
- اه فهمت ، أمك بتقولك أعمل نسخه علي مفتاح البيت
- يا شيخ أتلهي ... من أمتي أمي بتمضي بأسمها
- و أنت كنت بتقرا الجوابات اللي هي بتبعتها لحد علشان تعرف هي بتمضي بأيه ؟
- صح .. بس هي لما بيبقي في حد جايب جواب و لا أي حاجه كانت بتخليني أنا او اختي اللي نستلم و نمضي
- طيب قوم دور علي اي جوابات تانيه ليها لأي حد
- أنا قلبت الشقه و مقابلنيش حاجه زي كده ، كمان هي أمي سابت الجواب تحت مخدتي ده من قد ايه ؟

- اسأل نفسك .. هو مين بيروق الاوضه هنا ؟
ماما أو ندي


يسمعا طرقات علي الباب و تدخل ندي لتدعوهم للغداء و تخرج في صمت بعد أن أحمرت وجنتيها حين التقت عيناها بعين سعد .

- مش كنا جيبنا سيره عشره جنيه
- و انت كنت هتعمل ايه بالعشره جنيه يعني ، اكيد هتجيب أكل و ادي الاكل جه يلا قوم .


............................................................................................................


 يجلس الفتي ذو العينين الفاتحتين في كرسي بجانب سرير نبيله "الأم" مرتدياً معطف الطبيب و ينظر لها شذراً 


- انتِ أزاي طاوعك قلبك تعملي كده في أبنك ، ده لو حد غريب مكنتيش هتتعاملي بالقسوة دي ، و ازاي قدرتي تتعايشي مع بابا و هو ناكر شئ لما اشتركت انا معاه في نكرانه نكرني انا . بجد مش هسامحك

نزع المعطف و ألقاه علي الكرسي الذي كان يجلس عليه و خرج من الغرفه في هدوء كظيم كالذي يسبق العاصفه و لم تمر لحظات  وأرتفع صوت الجهاز الموصل بنبيله في اشاره تحذيريه لتناقص دقات القلب بشكل متدهور و سريع اسرع من استجابه الاطباء و جريهم نحو الغرفه بجهاز الانعاش الكهربائي حتي اصبح الصوت صفاره متواصله لا تدل سوي علي النهاية




الخميس، 17 أكتوبر 2013

نساء بلا داعى


نساء بلا داعى



     تخلق المرأة فى بلادنا لتصبح تابع لا كيان مستقل ، فمنذ صغرها يغذيها أهلها بفكر واحد " بكرة تكبرى وتبقى عروسة " فيصبح الحلم هو العرس والعريس لا غيره وأن علماها فذلك ليزيد وزنها فى ميزان الزواج فالفتاة الامية غير المتعلمة والمتعلمة تتزوج شخص أفضل والمتعلمة تعليم جامعى تختلف عمن هى توقفت عند الثانوية بأى من أشكالها، لذا الجامعية أقيم . والمتعلمة فى كليات أدبية أو نظرية أقل من المتعلمة فى كليات عملية فالاخيرة هي من تربح .. وكأن الكون يدور حول الرجل وأن المرأة عليها أن تثقل وتصقل نفسها بكل شىء لتصير أقيم فى نظره .. دعك من الاخلاق فالمرأة فى ميزان الزواج جمال وعلم وأحيانا عائلة وجاه 0اتاااااااا    احيانا عائلة وجاه ليس الا .

        مجتمعنا العربى يرفض صورة المرأة بلا رجل فالمرأة دون اي كيان ذكري هشه يمكن الضحك عليها ، والمرأة تحت الثلاثيـن دون زوج فريســـة ولن يســقط عنها هذا الا بالزواج ، والمرأة فوق الثلاثين دون زوج عانس غير مرغوبة وقطارها رحل والمطلقة زوجها تركها لعيب فيها والارملة عادت لخانة الفريسة مجددا طالما ما زالت تحمل شىء من الجمال والصحة  والسن الغير متقدم .. أمرأة ترفض الرجـل أو ترفض أن تكـون تابـع  فهــى مثار للاقاويــــل . المرأة فى عُرفنا مهمتها تتلخص فى أشباع الجانب الجنسى لدى الرجل ثم تكوين أبناءه فى رحمها ودفعهم للحياة للحفاظ على أسمه ونسله  من الانقراض ثم السهر على خدمته وخدمتهم ليصبحا مثار لفخره .. أى المرأة أشباع وحاضن وخدمه .. اما كيانها المنفرد فهو صفر .. واذا قرأت عن العلامات النسويه فى التاريخ العربى ستجدهن قلة ، والاقل أن يكونوا كيانات منفردة بلا زوج أو أبناء .
   أحقا خلق الله المرأة لهذا الدور فقط .. لا يمكن .. لأن هذا لو حقيقى فلما وهبهن الخالق عقل وقدرة على الابداع والتخيل .
      ومادام الله قد خلقهن بدون تمييز ، فلن يحرمهمن من أى مميزات القيادة التى بالرجل . فلماذا أذن لا يعاملهن المجتمع المتدين ( بأى من أديان الله السماوية ) بنفس العدل .

    لماذا للرجل الرأى الحاكم و الأخير ، لماذا ليست القرارات بالمشورة والاتفاق ؟ لما الرجل مسموح له أن يُضرب عن الزواج والمرأة لا ؟ لماذا الرجل من حقه الارتباط والانفصال كما يشاء وأن أنفصلت المرأة عن الرجل لمرتان فأكثر فالعيب بها هى  .



أما آن لنا بعد أن نرى الصورة كاملة بلا أى تهميش لاى من أركانها ؟؟؟

الثلاثاء، 15 أكتوبر 2013

مكتبة المستشرق



مكتبة المستشرق


























فى البداية يجب أن أوضح معنى لفظ " المستشرق" أدرى ان القراء مثقفين وسيعرفون المعنى ولكن دعونا نكون كرماء ومرنين لتوضيح المعنى لمن لا يعرف حتى لا نتسم بأننا نكتب للنخبة فقط أو لفئة محددة . " المستشرق" هو الغير شرقى من أى بلد خارج نطاق الشرق الاقصى أو الاوسط أو الادنى أو بشكل واضح ليس من أسيا وأفريقيا . والمستشرق لا تعنى الغربى فقط بل تستلزم ان يتسم ايضا بالاهتمام بالشرق سواء ثقافة او فكر أو أثار أو حضارة أو مكان أو أى شى فى الشرق . وكل دارسى الشرق عن رغبة وحب سواء فى بلادهم أو أستقروا فى اى بلد من البلاد العربية أو الاسيوية أو الافريقية يطلق عليهم مستشرقون وللاسف ما أكثرهم عددا وأقلهم شهرة .


" مكتبة المستشرق" تلك موجودة فى القاهره بمصر فى أحد الشوارع المطلة على ميدان طلعت حرب فى الجهة المقابلة من المقهى التاريخى " جروبى " . تلك المكتبة يبدو أنها لمستشرق فرنسى فمعظم كتبها فرنسية ، أنتظر لن أتحدث عن الكتب قبل المكان .. المكان يتسم بلمسة تاريخية .. اللون السائد هو البنى الدافىء ،المكتبة واسعة ولكن يتوسطها منضدة واسعة مقسمة الى مربعات وكأنها ادراج مفتوحة أو أرفف وبها شتى الخرائط واللوح العتيقة المغلفة بالبلاستيك لحفظها من أن تبلى زمنيا. أما حوائط المكان فهى مكتبة ضخمة عظيمة فيها شتى الكتب المختلفة الاحجام والسماكة ولكن المشترك بينهم كلهم عنصر واحد وهو القدم فأحدث كتاب بينهم قد يصل لنصف قرن، و جميع الكتب أوراقها على درجة من الاصفرار .


يعمل فى المكان شابان يجلسان على مكتب بجانب الباب الزجاجى السميك المعلق عليه زينة رأس السنة. شابان يتسما باللطف والابتسامة البشوشة ، فتاة محجبة وشاب طويل القامه و يتضح ان كليهما فى نهاية عشرينهما. فى مكتب خلفهما يجلس رجل كبير ممتلىء قليلا ذو شعر ابيض لامع و يتضح من ملامحه أنه غير مصرى ، لم أتحدث معه لكن يبدو إنه صاحب المكان أو بالاصح " المستشرق" . رغبت أن أتكلم معه لكن تخوفت الا يكون لا يتحدث سوى الفرنسية . سأجل تلك المحادثة قريبا ولو بمساعدة الشباب الذين يعملون هناك . نسيت أن أقول ان جميع الكتب الموجودة فى تلك المكتبة وجميع الخرائط عن مصر وعن ذكريات ومغامرات مصريين وأجانب فيها.


المكتبة كنز تاريخى وثقافى عظيم وعلى قدر فخرى به حزينة لانه ليس مرجع الكثير أو يتسم بالشهرة التى تليق به. هذا القدر الضخم من الكتب الغير مشهورة أو مقروءة مؤخرا هى التى شجعتنى أن أعود للكتابة مجددا بدون توقف ولربما فى يوما ما مستقبلا تشغل حيز ولو صغير فى مكتبه أو فى زاوية ما .


الاثنين، 14 أكتوبر 2013

روايه اللعنة (4)





أصلح الرجل الزجاج ثم نقدته ماله و أنصرف دون سؤال ، نظر اخي لي و عينه كلها أسئله و لكن غضبه مني منعه من التحدث معي ، لست رائق مزاجياً لأحل هذا الأمر ، أما أختي فظلت تنظر لي في ترقب فلم أفهم لنظراتها سبب و لم أسألها لأن ما حدث كان مازال يشغل بالي ، ماذا أعاد أبي مبكراً من عمله ؟  ولماذا كان غاضباً هكذا ؟ لقد أغلق الباب بشده فكسر زجاجه و الباب كان متداعي بالفعل ، حدثته أمي من قبل كثيراً عن تغييره قبل أن نستيقظ يوماً و نجد أنفسنا مسروقون لأن الباب قد نزع من مكانه بسهوله .

خرجت من غرفتي وقتها علي صوت إنكسار الزجاج فوجدت أبي ينظر له بإندهاش، او بالأصح بعيون فارغه و بنظره سطحيه كأنه لا يعي كيف حدث هذا و حين سمع صوت باب غرفتي جفل ، أظنه لم يكن يظنني سأكون في البيت أو مستيقظ الأن و ظل ينظر لي لثوان بنفس نظره السمكه ثم أنتبه و عادت لعيونه نظره الغضب الكظيم وقال لي أول كلمه ينطقها منذ أمد : "صلحه" ثم دخل غرفته مجدداً و أغلقها بنفس القوه و العنف و تركني في حيرتي .

اتصلت بحسن صديقي، والده لديه محل زجاج فقلت له ما حدث و لأنه يعرف باب بيتي جيداً فتكفل هو و أحد العمال عندهم بالمحل بالأمر، و أثناء تنظيفي للأرض و كنس الزجاج المكسور والمنثور علي الأرض وصل أخوتي و سألتني أختي عما حدث و قبل أن أجيب كان حسن أرسل الرجل لتركيب الزجاج فقلت لها : "بعدين" و دخل أخي بتأفف لأبي وأخذ منه المال المطلوب بعد أن طلبت منه ذلك وأعطاني المال دون كلام وجلس في جانب الغرفه يشاهد الرجل أثناء تركيب الزجاج حتي رحل .


تذكرت ما كنت سأفعله و لكن قبل أن أنزل تمسكت أختي بأن نتغدي معاً فجلسنا علي المنضده كلنا حتي أبي مجتمعين كما لم يحدث منذ زمن ولكن في صمت و بدون أمي . أختي كانت تنظر لي من وقت للأخر و مازالت نظراتها بها كلام لا أدريه ، نظرت لها نظره طويله لعلي أفهم شئ ولكنها ظلت تنظر لي و تحولت نظراتها لنظرات رجاء أشعرتني بمدي غبائي و لم نكف عن حوار العيون الغير مفهوم ذلك الا حين وجدنا أبي و أخي ينظران لنا بدهشه في البدايه ثم عادت نظرات أبي لغضبها السابق و غادر المنضده في حنق لم أفهم سببه فشكرت أختي علي الطعام – مما أدهشها – و لكني شعرت انها تعاني بدون امي و بغضب أبي و غيابي و رعايه اخي فقررت في نفسي ان احدثها و أفهم منها ما كانت تريدني أن اعرفه دون كلام و اسألها أيضاً إن كانت تذكر الصورة التي وجدتها ولكن حين اعود من مهمتي التي تأجلت هكذا كثيراً و أنا لا أدري أو اضمن اي شئ هناك بعد ، فساعدتها في إدخال الأطباق للمطبخ و دون العودة لغرفتي المقلوبه تركتهم و رحلت في عجل .

..............................................



دخلت شقه عمتي في هدوء ، كنت أتسلل علي السلم كاللص الخائف من ان يراه أحد ، لم أرغب في أن أقابل أحد و يسألني عن سبب مجيئي ، بالرغم من وفاة عمتي . و مع ذلك قد حضرت الأجابه مسبقاً و هي "لكي أأخذ بقيه أشيائي من المنزل" و الجيران كلهم يعرفونني و يعرفون أنني كثيراً ما كنت هنا فلن يشككوا في حجتي ، ومع ذلك تمنيت الا يراني أحد . الشقه شبه مظلمه ولا يكسر حده الظلام سوي شعاع الشمس الغاربه المقتحم بشكل خجول متسرسب من بين ثنيات خشب ضلفات نافذة الصالة وكاسر لظلام المكان و محوله لغرفه بديعه دافئه ذات اضواء برتقاليه و صفراء و حمرء داكنه خفيفه مرسومه بفن علي الأرض و الحوائط المواجهه للنافذة ، هل تدركين أيتها الشمس ان حرارة لافحه مثلك -او اقل منك اكيد ولكن ليست واهنه- احرقت صاحبه هذا المنزل و الأنسانة الأقرب إلي من أهلي ؟ الا تشعرين بالخجل فتلمي خيوط شعاعك عن هذا المنزل و تتركينه لظلامه و برود فقدان صاحبته ؟ نزعت نفسي من أشجاني بصعوبه لأستغل الضوء الباقي لوقت قصير في مهمتي – وهي أكيد أهم من أشجاني – خوفاً أن يحل الظلام فأضطر لفتح نور يكشفني أو الأستعانه بضوء كشاف اشتريته في طريقي أحتياطاً و لكني أشك بمقدرته علي مساعدتي فلم أكن لصاً او شبل كشافة من قبل لأتعلم التكيف مع ضوء ضعيف ، و خاصة في عملية بحث . لاحظت اضاءه خفيفة مشابهه لما في الصاله في غرفه الاطفال التي طالما نمت بها ولكن لم أهتم لدخولها لإغلاق النافذة بإحكام خوفاً من الذكريات و أن أدفن نفسي أكثر في أشجاني و شوقي لعمتي .

كالعادة أعرف طريقي فقد عشت في هذا البيت أكثر مما عشت في بيت والدي ، عمتي تضع كل اوراقها الهامة في صندوق كبير فوق دولابها القصير ، حذرتها من قبل من احتمالية ان يتأكل وحده او بواسطه فئران فضحكت بشده وقتها وقالت انها لا يوجد فئران في بيتها و انها تضعه في ملفات بلاستيكيه و تغلقه بإحكام ، و لم تدعني اراه عن قرب أبداً أو أساعدها في اضافه اوراقها إليه . جذبت كرسي التسريحة الصغير ووضعته بجانب الدولاب لبعده عن السرير و صعدت عليه لأجد شتي الصناديق فوق الدولاب، والعامل المشترك الوحيد بينهم هو التراب . حاولت جذب احدهم ولكنه شديد الثقل ، كيف لم يكسر هذا سقف الدولاب و يسقط علي الملابس ، تخوفت من أن اجذبه بشده فيختل توازني علي الكرسي الصغير واسقط ويسقط علي و مع هذا الثقل لن اندهش بوجود تلفاز قديم او مكنسة كهربائيه قديمه بداخله ، حاولت مع الصندوق الذي بعده ولكن بمجرد ان حركته سمعت صوت كأصوات فناجين تتراقص فتصطدم برفق في بعضها دون ان يصل اصطدامها هذا لحد الكسر ، حاولت ان اجرب حظي مع الصندوق الثالث ولكنه كان بعيد عني وثقيل قليلا فلن يسعني من مكاني هذا ان احمله بتحكم فكان علي النزول لتحريك الكرسي قليلاً ولكني لحمقي تكاسلت فتشبثت في طرف الدولاب و رفعت رجلي من علي الكرسي لأحمله بهم و ازيحه قليلا ثم أعود اليه ولكن شتان بين وزني قديماً و الأن فهتز الدولاب للأمام وكأنه سيسقط فوقي بحمله من الصناديق التي اصدرت صوتاً مكتوما ًلتحركها و صدمت - من المفاجأة-  دون قصد الكرسي بقدمي اليمني المطوحه في الهواء لتعلقي فأسقطته علي جانبه فلزم علي ان اترك الدولاب و اقفز حتي لا يسقط فوقي .


نزلت علي الأرض و المتني قدمي قليلاً و لكن ذلك افضل من الفضيحه التي كانت ستحدث لو سقط الدولاب ، وحمدت الله ان صوت تحرك الصناديق فوقه و اهتزازه لم يكن ليُسمع أحد خارج نطاق الشقه ، وضعت الكرسي في المنتصف امام الدولاب وعدت لأدفع الصناديق وأعيدها لمكانها و لا اظن ان التراب الذي تناثر منها للأرض سيثير أي من يدخل المنزل مستقبلاً فالمحققون أنهوا عملهم ومؤكد سيزيد عليه الكثير حتي يدخل احد للبيت سواء ليؤجره او يعيش فيه من العائله . دفعت الصندوق الاول لأعيده بقوه لثقله و الثاني برفق حتي لا أكسر ما بداخله والثالث كان ثقيل ايضاً فدفعته بقوه و صرفت نظر عن كونه يحوي أوراقاً أما الرابع فكان صغير و ثقيل قليلا ولكن رفض للدخول للأخر .

 في البدايه حين لاحظت كونه علي طرف الدولاب رغم صغره ظننت ذلك لقصر عمتي فهكذا يكون في المتناول اسهل ولكن الأن فهمت ما خفي عليّ، لقد كان يخفي شيئاً خلفه ، لذا نزلت من علي الكرسي ووضعت الكرسي في مواجهته علي الأرض وصعدت فوقه حتي أتمكن من السيطرة بالكامل من الصندوق الصغير الثقيل و أنزلته للأرض لأجد خلفه علبه قديمه سوداء قطيفة متربه و ضخمه قليلاً تشبه العلب التي كانت تضع فيها النساء قديماً مصوغاتهم ، أهل هذا المكان التي رأته عمتي الأنسب لأخفاء مصوغاتها ؟ و هل لهذا لم تدعني اساعدها لنقل اي شئ من او الي مكانها السري فوق الدولاب ؟ هل لم تكن تأتمني؟ كنت سأنزل غاضباً لولا اني لاحظت طرف ورقه يبرز من جانب العلبة لذا نحيت ظنوني كلها وجذبت الصندوق و جلست علي السرير جهه الشباك لألحق شعاع الضوء الأخير للشمس حتي لا أضطر لأخذ الصندوق معي ، فتحته في رفق فوجدت أكياس ملفوفه علي أوراق بداخلها ، سمعت صوت خفيف لحركه باب لا ادري اتيه من اين ؟ ربما باب شقه الجيران او الهواء حرك احد ابواب الشقه ، لن اجعل اعصابي في مهب الريح ، نظرت للأكياس مره اخري فأخرجتهم من العلبه و هالني ما رأيت .

 الكيس الأول يحتوي ورق و الثاني يحتوي صور مربعه بأطارين الأول أبيض و الثاني الخارجي اسود كصور كانت تخرج من كاميرات فورية قديمه ، و الكيس الثالث و الأخير وما فاجاني بشده يحوي أظرف حمراء مثل الذي وجدته في غرفتي . قبل أن افضه سمعت صوت تكه زر و أخافني قربها فأخذت الاكياس ووضعتها بجيبي و قبل ان أغلق العلبة القطيفه لاحظت خاتم ودبله في كيس صغير اخر ولكني لم اقربهم فليست السرقه شيمي ولو ارتبطت تلك الحلقتان باللغز الذي اعيش به .


كان ضوء الشمس قد زال تقريباً لذا اعدت بصعوبة كل شئ لمكانه ، العلبة و امامها الصندوق وكرسي التسريحة وانتبهت بصعوبه أكثر لأن تكون خطواتي كلها فوق السجاده ولم اقرب التراب المتناثر علي طرف الدولاب حتي لا اترك اي اثر و خرجت في هدوء من الغرفه و ورابت بابها ولكن وجدت ان باب غرفه الاطفال مفتوح علي مصرعيه وهذا اكثر مما كان حين جئت ، فأذا اسلمت ان الهواء حركه فما سبب النور الخفيف الذي يخرج من الغرفه وكأن الليل لم يحل ، أقتربت بحذر وانا اعلم بخطأ وحمق ما أفعله ولكني لم أمنع فضولي وحاولت ان انظر بخلسه لأستبين ما بالداخل ولكن فاجأتني يد قوية دفعتني للحائط الذي اختبأ خلفه وفي الظلام لم أتمكن من معرفة صاحبها .


أنا ومن بعدى الطوفان



أنا ومن بعدى الطوفان


اهذا ما حلمنا به ... لا أظن .. . بعد سقوط فرعون مصر ، تدهورت الاحوال وحدث كل ما أشيع من قبل عن "مصر بلا مبارك" من فوضى. الاعلام مازال يمارس مهمته فى تعبئة الناس ولكن فى الاتجاه المضاد ولم يطهره بعد دماء الشهداء من زيفه . فلم يتغير فيه سوى أفراد وبقيت السياسات البائدة والالية المهترئة والافكار المتعفنة التى لا يهمها سوى ذاتها ، بلا مراعاة لمصلحة مصر او الوقت الحرج أو اولى مبادىء الاعلام الحر الشريف وهو " الحياد والموضوعية " ، مستندا في هذا النهج الى ثقل اسامى اصحابها أدبيا .
كثرت فى التليفزيون المشادات بين اصحاب الافكار المتعارضة دون مراعاة لفكر المشاهد البسيط التائه منذ بداية تلك النقلة اهو مع أم ضد وهل لو مع فلماذا حدثت الفوضى ولو مع ضد ، هل سيتهم بالخيانة او الكفر .
ثقافة تقبل الرأى الاخر لا تسود ســوى فى النــدوات الثقافيــــة التى لا يحضرها 90% من الشعب المصرى . هذا الشعب الذى استقى فكر الانا من التليفزيون ذو الجانب الواحد أو الافلام التى تعرض سلبيات المجتمع بلا حلول فتقدم افكار جديدة للانحلال فى اماكن غير اماكنها . بل و استقاها ايضا من تاريخ مصر حيث الحاكم الواحد الذى لا يرحل الا بموته (بأستثناء الاحداث الاخيرة) . لذا فليس من الغريب ان يتشاجر رواد المقاهى لاجل مباراة أو يضرب الرجل زوجته ان لم تقبل رأيه او يتشاجر اي اثنان ويعم الخصام بينهم و يصل تغليب الانا والرأى الواحد للانفصال والقطيعه نهائيا ، كما هناك من يسيىء الي زملاءه في العمل للترقى فوقهم مقابل ضياع المبادىء والود والمصلحة العامة للمكان و التى لا تتحقق بأعلى كفاءة الا بالتعاون والتكامل .
والغريب ان الائمة الاربعة رغم اختلافهم فقد تعايشا معا دون نزاع ، وتعايش اصحاب الديانات المختلفة فى مصر قديما .. والان المتزوجون أو الاخوة غير قادرون على التعايش معا وقليل فقط هم المستعدون للتضحية مقابل الحفاظ على الاخوة أو المصلحة العامة أو الصداقة أو الجيرة أو الحب . احقا نحن فى زمــن المســخ كما قالها عادل امـــــــام ؟ كيف يمكن اصلاح ما قد فسد والفساد لم يصب العلاقات فقط با وصل للنفوس ذاتها . والسؤال الحقيقى هو ... هل نملك اثمن من النفس لنهتم به على حسابها ؟

الأحد، 13 أكتوبر 2013

مصـــر الجديدة

مصـــر الجديدة 


مصر الجديده هنا ليست المكان ، و لا اسم فيلم .. بل هو حلم .. حلم لطالما تمنيناه .. سواء كان الشباب الذين يحلمون بحياه افضل .. او اهاليهم الذين عانوا وعاشوا في ظروف مجهده لتحقيق غد افضل لأبنائهم في ظل صعوبه الحياه . 

ربما تختلف الاراء حول ما تعيشه بلدنا الأن من اوقات عصيبه وظروف غير امنه واقتصاد مضطرب . ولكن يوحدنا جميعا امل ان غدا يكون افضل .. ينادي البعض بالتروي لخير هذه البلاد .. و غيرهم يري ان في الصبر حاليا إضاعه للوقت وللارواح ولغيرها . وبلادنا الأن في أمس الحاجه للتوحد ونبذ روح الأنقسام تلك وأعلاء المصلحه العامه علي المصالح الشخصيه الفرديه . ان امعن كل فرد في رؤيه الوقع بحياديه سيجد ان مصر إن سارت علي الدرب الصحيح سينعكس ذلك علي كل فرد بدايه من راتبه الشخصي حتي جميع الخدمات التي تقدم له في مجتمعه ، حتي يعيش سالم ، أمن ، مُكرم وسعيد في بلده . 

نعم هناك حقوق مهدوره منذ سنوات عده ولكن من قال بأمكانيه الحصول عليها بهذا الشكل الفوضوي.يجب وضع خطه واضحه المعالم ومحدده الخطوات لمساعده مصر علي النهوض مجددا من كبوتها تلك .و يجب التأكد من أن مصر لم تصبح انقاض لأعاده بنائها من جديده .. انها لا تحتاج سوي بعض الترميمات ، بعض الاهتمام و كثير من الضمير . 

اذا أنتبه كل فرد لعمله واجتهد فيه اصبح الأمر يسيرا .. أن كان لك حق مهدر ولم تطالب به من قبل لأي سبب كان ، الأن ايضا ليس الوقت المناسب لذلك . لو صبرت من قبل لضعف وقله حيله او لمعرفتك بعدم جدوي المطالبه او لأي سبباً كان ، فأصبر الأن لخير هذا البلد حتي تستقر ثم أعتصم او قدم بلاغ أو افعل ما تشاء .. لا لوم عليك وقتها .

أما اصحاب الأعمال البسيطه الذين يعانون من حاله ركود مؤخراً نتيجه لما يحدث .. عليهم أن يتذكروا أن ما يحصلون عليه من أعمالهم لقوت يومهم ما هو الا رزق من عند الله .. وأن أمر الله به لهم فما من شئ ليرد قضاء الله .. فبدلا من الشكوي والتذمر وسب الظروف والاقدار والأحداث .. ما عليهم سوي العوده للخالق الرازق و هو مسير الامور جميعها . 

لا يجب أعتبار الفتره المعاصره نكبه و لكنها أختبار لكل مننا ، أختبار في الوطنيه حيث تفضيل الذات ام الوطن . أختبار في الأيمان .. هل مؤمنين ان الرزق في يد الله وحده أم رزقنا يحكمه الظروف . كما أن تلك الفتره درس للبعض كي يتعظ ويشاهد نهايه كل من استحل اكل المال الحرام . وينقذ نفسه واهل بيته من السقوط في تلك الهاويه . 

مهما أختلفت وجهات النظر يجب توجيه النظر الي الأهم ، أنقاذ بلدنا ، أن مرت تلك الايام ، الشهور أو السنوات - من يعلم - بسلام شعر الجميع بالراحه و السعاده الحقيقيه بعدها . الأمر لا يتطلب أكثر من الصبر والأجتهاد والأيمان . 


السبت، 12 أكتوبر 2013

من مكتبتي ( 1 ) نفسي أعيش

من مكتبتي " نفسي أعيش "
لد.هشام محمود 


هو مجموعة قصصية تتكون من 18 قصة .. كل قصة عالم مختلف ومتميز ، غلافها حزين واسمها كذلك ورغم ذلك جذبنى الكتاب لشرائه فى وقت كنت اهرب فيه من اى قصة حزينة .
مجرد ان قرأت قصته الاولى تسربت القصص منه لعقلى كحبات الرمل بين اصابعى . نعم يحمل لمسة من الحزن ولكن ليست كئيبة. حزن راقى، كلمات قريبة صادقة، افكار جديدة مميزة وقصص ممتعة عقليا وفنيا وادبيا ونفسيا. الكتاب فرض نفسه علي بعدما قرأت مجموعات مختلفة من الكتب القصصية التى جعلتنى اظن اننى الممت بكل الافكار والقصص والمواقف. الكتاب امتعنى بحق.
كنت فى طريقى لبداية سلسلة مقالات تحت عنوان من مكتبتى لأرصد احاسيس اشعر بها مع كل كتاب أقرأه فقام هذا الكتاب مجددا بفرض نفسه ليكون اول مقال لى فى تلك المجموعة عنه . ربما قرات من قبل مئات الكتب إلا إننى اعترف بأننى غير قادرة على قرأتهم مجددا لاكتب عنهم او عن احاسيسى معهم . حتى كتاب يوتوبيا لدكتور أحمد خالد توفيق قررت ان اقرأه مجددا فى صورته ككتاب بعد ان كنت اتابعه على حلقات فى جريدة الدستور قديما، ومعه ارغب فى قراءة كتاب "تحريات المحقق هركيول بوارو" لأجاثا كريستى ولكنى لا ادرى متى سيكون ذلك وهل سأكتب عنهم ام لا .
المهم كتاب نفسى اعيش عيشنى 18 حياة مع ابطاله أحببتهم كلهم . لكن قصة "ثورة الثلاثاء الحزين" علي الرغم من أسمها اضحكتنى بصورة لفتت نظر الناس لى فقد كنت لسوء حظى خارج المنزل . وإن لم اكن فتاة وكنت فتى لسقطت على الارض ضحكا بسببها ... حقا اشكرك د. هشام . 


الخميس، 10 أكتوبر 2013

رواية اللعنة (3)






    اسبوع اخر مر ، و بقيت امي علي حالها ، و بقي ابي في صمته ، و اصبح بيتنا كبيت الأموات ، و انا كما كنت قديماً استيقظ ظهراً و اهرب من البيت يومياً حتي بعد الواحده صباحاً فأعود و هم نائمين . لا استغل صمت ابي للأستمرار في اسلوب حياتي المرفوض منه و لكن ما هي البدائل المتاحه و الوضع صار اسوء الأن بغياب أمي و عمتي ملاذي في الحياه .
    

     كنت ازور امي من وقت للأخر فأقابل اخوتي الذان لا اشاهدهم في البيت ، اخي ينظر لي بغضب و كأنني السبب فما آل اليه بيتنا ، و أختي عيناها فيها صمت حزين لم أجرؤ أبداً علي كسره خاصه مؤخراً ، اما أبي فلا اقابله أبداً و لحاله الصمت التي اصبحنا عليها لم أسأل عنه أخوتي . فقط استمع الي صوت انفاسه أثناء النوم في بعض الليال التي اعود فيها و انا مشتاق لرؤيته . وحده و فراغ اشد يحيط بي – ومؤكد أخوتي كذلك – الأن و لكني في أوهن حالاتي خاصه بدون صديق او شخص احكي معه عن اي شئ او افكر معه بصوت عال .


      لم أعد اجلس مع اصحابي منذ اليوم الذي تلي يوم العزاء ، فقد سألتهم جميعاً حين التقيتهم علي المقهي مساءاً عن الفتي ذو العيون الفاتحه فلم يفدني أحد ، و حين حكيت لهم عما حدث و أفكاري وجدت في عيونهم نظرات شفقه جرحتني ، فقررت الا اجلس معهم لفتره حتي اجمع شتات نفسي . جلست لثلاث ايام متتاليه بعدها في الشارع في مكان غير واضح لعلي أجد هذا الفتي الذي قد يعود قاصدني مجدداً رغم تجاهلي له في المره السابقه ، و كان مكاني هذا ليحجبني عن عيون ابي او اخوتي اذا نزلوا في اي وقت من البيت ، و لكن لم يحجبني عن باقي الجيران الذي اقسم بعضهم علي ضياع عقلي بعد مرض امي و موت عمتي و العزاء المتأخر جداً مع انعزال ابي و صمته و امتناعه حتي علي الرد علي اي سلام يوجه له من اي من جيراننا .


      قرأت الورقه مئات المرات فلم أصل لشئ ثم جائت لي فكرة فلم أتردد ، ذهبت الي خطاط لعله يقول لي اي شئ مثال نوع الحبر يدل علي كذا او ان الخط يدل علي شئ من التخبط او انه خط أنثي او اي مما نسمع عنه في افلام الجاسوسيه فنظر لي بدهشه و قال لي انها مجرد وريقه كتب فيها بسرعه بقلم جاف احمر لك الجمله و لا يوجد فيها شئ مميز او مريب ، فزادني أحباطاً .


      مؤخراً لاحظت تأخر ذهاب اخوتي لأمي فلم يعودا يذهبوا من الصباح الباكر بل تحرص اختي علي تنظيف البيت و إفطار ابي و اخي ووضع بعض الاكل لي في الثلاجه ثم تحضر طعام الغداء وتتركه في المطبخ بحيث ان جعت أأكل منه بشكل مباشر و هم في المستشفي، ثم و هما عائدان من المستشفي يقف الأمر علي تسخينه فقط و ليس إعداده من البدايه .

فأستغللت انا هذا ولم اعد للبيت و بقيت في الشارع وحدي في المقهي الجديد الغريب الذي اعتدته للهروب من أصدقائي ، ثم ذهبت لأمي مع بدايه موعد الزيارة و رغم عني حكيت لها كل ما حدث وأنفعلت ووضعت رأسي علي صدرها و انا اجهش بالبكاء وظللت هكذا لفتره حتي هدأت تماما ثم بدأت أنصت فسمعت صوت نبضاتها بداخلها
و ليس في هذا الجهاز السقيم ذو الصافره المرعبه فشكرت الله علي انها مازالت علي قيد الحياه رغم الغيبوبه لك و انه مازال هناك أمل في استيقاظها .

رفعت رأسي و نظرت نحوها و بدأت انتبه لما لم الاحظه من قبل ، وجودها علي تلك الاجهزه التي تغذي جسدها أجبارياً أعاد التورد الي وجنتيها و الحيويه لوجهها الشاحب مؤخراً في اخر شهرين قبل الحادثه . اتذكر اني سألتها مره في تلك الفتره لم هي شاحبه هكذا فقالت : ارهاق البيت .. لا تهتم .
 ليتني أهتممت يا امي لربما كنتِ معي الأن . كم أشتاقك يا أمي ، لم أعرف قيمتك لي
و لعائلتنا الا بعد هذا الغياب القاسي، اسف . ثم أقتربت من أذنها و قلت ضاحكاً : ربما تأخرت و لكني أكتشفت سرك انتِ و عمتي الله يرحمها يا أمي .

و لدهشتي ارتفع صوت جهاز النبض بشكل متسارع أخافني فركضت خارج الغرفه لأنادي أي طبيب حتي جاء أحدهم معي بسرعه و أعطي امي مهدء فعاد صوت الجهاز يدق برتابه كما السابق فسألت الطبيب بقلق عما حدث ، فقال اضطراب في نبضات القلب و لكن الحمد لله تم تداركه ثم خرج مبتسماً قائلاً أحسنت عملاً و تركني وحدي في الغرفه مع أمي الممدده أمامي في غيبوبه تخفي أكثر مما تعلن .

جلست في زاويه الغرفه ارمق امي في صمت ، هل تسمعني ؟ و هل بعد المهدئ اذا كملت كلامي ستسمعني مجدداً ؟ و هل التوتر هذا ناتج عما قلت اما مجرد مصادفه ؟ نظرت الي ساعه يدي ووجدت ان الوقت مر بسرعه و كاد اخوتي ان يأتوا لذا رحلت في عجل و أنا أنوي ان اكتشف ما حدث مهما تكلف الأمر .


..........................................




نظرت في ساعتي بعد غادرت المستشفي ، انها ال 12 ظهراً ، مؤكد أخوتي في طريقهم للمستشفي حالاً و أبي حمل صمته معه لعمله الذي لا ادري كيف هم صابرين عليه بوضعه الابكم هذا . وصلت للمنزل في سرعه ، كم هو رائع و هو فارغ صباحاً ، يمكنني افعل كل ما ارغب الأن ، أشعر بالجوع و لكنني سأجله حتي أنهي مهمتي .

توجهت لمكتبه البيت و تفحصت كتبها بحثاً عن اي كتاب عن موضوع غير مألوف فلم أجد سوي الكتب الدينيه و كتب مدرسه اخي و كتب كليه أختي و بعض الروايات القديمه التي كانت تقرأها امي أمامي و تقرأها أختي الأن ، و في الضلفه السفليه مجموعات عليها غبار من شرائط الفيديو و الكاسيت الذي لم يعد يستخدمها أحد الأن و لكنها تمثل التراث و التاريخ لوالداي فلم يتخليا عنها أبداً .

خرجت من المكتبه و الغبار يملأ كفاي فغسلتهم لأن المرحله الثانيه تحتاج دقه و لا يجب أن يبقي فيها أي أثر . دخلت غرفه ابواي و بحثت في كل ادراجها وضلفها وقلبت الصناديق التي تحت السرير و التي فوق الدولاب و خرجت من تلك العمليه خالي الوفاض لا أحمل سوي أبتسامه واسعه بعد ان شاهدت صور العائله منذ طفولتنا حتي الأن وتذكرت الكثير من الذكريات التي اشعرتني ان حياتي لم تكن فارغه كما كنت أظن.

بعد فشل المرحله الأولي و الثانيه من عمليه البحث فهناك مرحله ثالثه و لكنها ليست هنا رغم ان لدخولها يجب ان ابحث في البدايه هنا .

دخلت لغرفتي ركضاً و قلبت ادراجي تحت السرير و التي تحتوي اسراري من ايام الأعداديه و لم افتحها منذ سنوات لبقائي في الخارج اكثر مما في غرفتي ، كنت أبحث عن شئ صغير لن يظهر بسرعه فقلبت الدرجين علي الأرض و بدأت في اعاده محتوياتهم بسرعه و انا ادرك ان ما ابحث عنه سألتقطه و الاحظه هكذا اسرع و قد كان . علبه سوداء قطيفه معطره حتي الأن برائحه الريحان كما هي رائحه كفي عمتي عاشقه هذا النبات المعطر شرفتها دائماً ، فتحتها و أخرجت منها مفتاح شقتها الذي اعطته لي من سنين للجوء لبيتها و دخوله في اي وقت حتي لو كانت مسافره او نزلت لتشتري اي شئ ، لا أظن زوجها يقيم فيها مجدداً او اجرها بهذه السرعه .
وضعت المفتاح في جيبي و تركت باقي محتويات الادراج علي الارض و لكن قبل ان اترك الغرفه وجدت طرف ورقه احمر يبرز من تحت وسادتي فسحبته وجدته ظرف احمر متوسط الحجم بداخله ورقه و صورة قديمه تجمع عمتي بأمي و أختي و فتي صغير ملون العينين رأيت شبيهه الكبير في العزاء و مكتوب علي ظهرها "سري للغايه" .

اما الورقه فبها كلام كثير بالخط الاحمر و قبل ان اقرأ سمعت صوت الباب يغلق بشده رغم اني لم اسمعه يفتح قبلها ، ثم علا صوت أنكسار زجاج بشكل مدوي .

الأربعاء، 2 أكتوبر 2013

مخترعين مصر بين الواقع والامل جـ 6


وكانت أخر محطه لنا هي عند جهاز تنميه الابتكار والاختراع حيث مفترض أن يتوجه له المخترع بعد الحصول علي البراءه ليساعده في صناعه نموذج لأختراعه ومساعدته في تسويق الأختراع . وللأسف من النظره الأولي لمكان المكتب ومدخله وتنظيمه الداخلي يتضح أن هذا الجهاز يعاني من الأهمال .


وبالتحدث مع مديرته المهندسة جانيت ابراهيم يوسف قالت أن هذا الجهاز ليس تمويل بل صندوق تم أنشاءه بعد التعاون بين الاكاديميه والصندوق الاجتماعي للتنميه ، وهو يساهم بجزء في تمويل البراءات. وهناك لجنه منه تساهم بجزء في تسويق الاختراع عن طريق صنع النموذج الاولي . حيث انه بعد تسجيل البراءه يتوجه المخترع لنا فيعرض مشروعه علي لجنه لدراسه اهميته وفوائده بالمجتمع وهل يحتاجه السوق المصري ام لا . فأذا توافر فيه ذلك نقوم بعمل نموذج اولي للاختراع بمال منحه من الصندوق الاجتماعي ، ثم نقوم بالنشر في الجرائد والمعارض والمجلات ونرسل جوابات للمصانع لتسويق الأختراع .
وأنهت المهندسه جانيت معنا بنداء للمسئولين للاهتمام بالاختراعات المصريه ذات الخامات المصريه بدل من الاستيراد.



و في النهايه يتضح ان المخترع في مصر يعاني من نقص للدعم المادي والمعنوي والاجتماعي . وهناك ازمه كبيره في السوق حيث يتم استيراد ما يمكن تصنيعه بمصر وأهمال من يرغب في استثمار نبوغه العلمي في خدمه المجتمع والأقتصاد . كما يوجد فجوه او فقدان لحلقه الوصل بين مؤسسات المجتمع المختلفه مما يعيق التواصل فيما بينها أوالتنسيق لتحقيق التقدم العلمي .

وهكذا انهينا تحقيقنا الذي لم يكن الأول ولن يكون الأخير في محاوله أعاده مصر لريادتها الحقيقيه والذي لن يتحقق الا بالعلم الذي به ترقي الأمم .

قام بالتحقيق الصحفي : شروق الهامي
مارس 2011


مخترعين مصر بين الواقع والامل جـ 5




توجهنا لمكتب براءات الأختراع حيث قابلنا رئيسه د.عادل عويضه الذي فتح بابه لنا وقابلنا بكل ترحاب ، وأجاب علي جميع تساؤلاتنا بلا اي تحفظ . والتي كانت كالأتي:

س: ما هو نظام تسجيل البراءات دوليا ؟
جـ نظام التسجيل الدولي لطلبات براءات الاختراع ومصر مشاركه فيه PCT وهو اتفاقيه التعاون بشأن البراءات و به من حق اي شخص يوضع طلب دولي يحدد به الدول التي يختارها من الدول الاعضاء الذي بلغ عددهم وفق اخر احصائيه 142 دوله منهم مصر . يقدم طلب PCT من تاريخ اول ايداع له ويدخل المرحله الوطنيه بعد 30 شهر ثم المرحله الدوليه بعد 16 شهر من تقديم الطلب يتم عمل تقرير بحث الدولي الذي يبحث اذا كان الطلب متوفر فيه شروط منح البراءه ( الجدة – الابتكار – قابله للتنفيذ )
يتم النشر الدولي للطلب بعد 18 شهر من تاريخ تقديم الطلب ويكون مفصل لتفادي الالتباس مع اي تسجيل براءات الاختراع او ابحاث منشوره في مجلات علميه سابقا في اي دوله اخري ولكل دوله حق القبول او الرفض ، و اذا كان هناك تسجيل مسبق لاي من جزئيات الاختراع علي صاحب الطلب ان يقوم بتعديل عليه بناءا علي الاعتراضات المقدمه علي بعض العناصر و ذلك في خلال 22 شهر بحيث اولا يطلب فحص تمهيدي دولي و يحدد الدول المراد ان يفحص بها اختراعتها المسجله في المرحله الوطنيه وقبل 28 شهر يحصل علي تقرير من الفاحص الفني.

 
س . الا تعتبر كل تلك المده الزمنيه اهدار لوقت المخترع ؟
جـ يعتبر حق المخترع محمي من وقت تسجيل طلب البراءه ، ذلك النظام مفيد جدا للمخترع ففي المرحله الدوليه بستكشف اذا كان الطلب ممكن يتقبل او لا فالحمايه محليه . و بدونه يجب ان ادخل في المرحله الوطنيه لكل دوله و ذلك يتطلب رسوم لكل دوله و ترجمه لكل اللغات ووكيل مما يتكلف اموال بجانضب ان تلك البلاد قد ترفض وبذلك تهدر الاموال بلا فائده .. ولكن هذا النظام يوفر رسم واحد بلغه واحده وهي لغه الطلب ( الانجليزيه ) ويحدد جهه معينه للتعامل معها . كما ان وجود الطلب في المرحله الدوليه ييسر الوصول لشركه او مستثمر للتعامل معه فمده 30 شهر تعطي فرصه التعرف علي السوق وتحديد اذا كان للاختراع جدوي اقتصاديه وبما انناي قدمته فأنا محمي و قادر علي التحدث بشكل مباشر مع الشركات او المستثمرين والتحدث عن اختراعي بدو الخوف من الاستيلاء عليه بموجب انه محمي . فتكفله تسجيل براءه الاختراع علي المستوي الدولي تتراوح من 300 الف لنصف مليون جنيه وذلك لا يناسب المخترعين البسطاء .
لذا فيمكن ايجاد شركه مهتمه ثم بيع الاختراع لها مقابل مبلغ جيد او التعاقد معها علي نسبه من الارباح الخاصه الناتجه عن استخدام الاختراع . و الاسبقيه دوما بمن يقدم لطلب التسجيل الاول .

س: من يحمي اختراعي خارج مصر اذا كانت الحمايه محليه ؟
جـ: الحمايه خارج مصر تتطلب التسجيل في كل البلاد . استغلال الفكره او الاختراع خارج مصر ممكن ولكن غير ممكن ان تسجل في اي بلد اخري ما دامت مسجله بمصر . والتسجيل يجعل الفكره عامه والجميع يعرف انها خاصه بي مما ايضا يساعد اذا سجلت في اي بلد الا اجد من يعترضني .

س: اين يمكن ان نسجل للطلبات الدوليه ؟
جـ: هناك مكتب استقبال للطلبات الدوليه و هو مرتبط بالمكتب الدولي للمنظمه بجنيف بحيث نرسل نسخه لجنيف . كما انه تم اختيار مكتب البراءات المصري ليكون مركز فحص و بحث للطلبات الدوليه في نهايه 2011

س: هل هناك اي زياده في عدد طلبات براءه الاختراع للمصريين منذ عام 2000
جـ: اقمنا نقط اتصال مع الجامعات والمراكز البحثيه والمدن الصناعيه فزادت عدد طلبات براءه الاختراع وخاصه من الجامعات فزياده عدد نشر الابحاث بالمجلات العلميه خطوه في سلم الترقي الوظيفي في الجامعات ، والابحاث العمليه المنشوره بلا تسجيل اتاحت للبعض بتسجيل اختراعات ليس لهم .

س: ما تعليقك علي ان النشاط العلمي في نوادي العلوم بالجامعات مجرد مقر للهواة؟ 
جـ: هناك اتفاقيه تم توقيعها مع المنظمه العالميه للملكيه الفكريه . ونائب المدير العام سيحضر لمصر ليقابل أ. ماجد الشربيني رئيس الاكاديميه لأنشاء 3 اشياء .
1- مركز لمساعده المخترعين الغير قادرين علي كتابه براءه اختراع او البحث علي الانترنت او استخدام قواعد البيانات كما يمكن ان يسدد الرسوم من دعم الاكاديميه في حاله ان الاختراع ذو قيمه ، اما اي اختراع اخر فسيعامل كالمعتاد .
2- TTO (technology transfer office ) مسئول عن نقل التكتلوجيا بحيث يستقبل من يرغب بالسؤال عن التكنولوجيات المتاحه علي المستوي العالمي او المحلي الممكن الاستفاده منها في مجال اختراعه ، و المكتب يدله علي مكان المعلومه او الدوله التي بها التكنولوجيا المراده . و المعرفه تلك تفيد في زياده الموارد المتاحه للتكنولوجيا بحيث لا تقوم دوله ما بفرض شروطها واجبار المخترع عليها بالرغم من وجود بدائل يمكن التفاوض معها .
3- مركز تدريب وبحث لتدريب الافراد من الشركات او الهيئات او الجامعات من مصر والدول العربيه . ويعمل وفقا لاتفاقيه ثلاثيه بين المكتب المصري للمنظمه العالميه للملكيه الفكريه والمكتب الاوروبي واكاديميه البحث العلمي (مكتب البراءات) .

س: هل الفاحصين الفنيين بمكتب البراءات متخصصين في جميع المجالات ؟
جـ: هناك 113 فاحص فني ومنهم من هو في اجازه والموجود منهم حاليا 75 فاحص يغطون معظم المجالات التي تأتي معظم طلبات البراءه بهم . مثلا اعلي نسبه طلبات تأتي في مجال الصيدله لذا فهناك عدد كبير م الفاحصين الصيادله . بالنسبه للتخصص الغير موجود يتم استخدام أساتذه و دكاتره من الجامعات يعملون معنا بنصف الوقت، وهؤلاء مدربون في كيفيه فحص الطلبات .

س: هناك شكوي من كثره الاوراق الواجب ملءها للتقديم لطلب براءه الاختراع
جـ: لا يوجد ما يسمي بكثره اوراق او تعقيد .. عدد الاوراق محدد عالميا ( وايبو ستاندرد )وفقا لقواعد تسجيل براءه الاختراع علي مستوي العالم . وان الوصف الدقيق و المفصل للاختراع هو سبيل حمايتها ووثيقه للاستخدام في المحكمه اذا تم التعدي علي الاختراع . 

س: هل البلاد الاخري تأخذ تلك الفتره الزمنيه في تسجيل براءه الاختراع ؟
جـ: غالبا نعم فعلي مستوي العالم يأخذ الأمر من 3 أعوام لأربع اعوام علشان تصدر البراءه وهناك بعض التخصصات التي تمتد لفتره اطول مثال امور خاصه بالهندسه الوراثيه حيث قد يصل عدد اوراق الطلب الي 500 ورقه او 1000 ورقه وكلهم يجب ان يتم قراءتهم من المتخصصين .

س: هل يساهم المكتب بأي شكل في مجال تسويق اي اختراع ؟
جـ: مكتب براءه الاختراع كالقاضي المحايد لذلك لا يتدخل في عمليه التسويق حيث انه ملتزم بالاتفاقيه الدوليه التي بموجبها انه مسئول عن تسجيل براءه الاختراع لا اكثر ، ولا يتدخل في دعم او تمويل او تنفيذ اي اختراع . وهناك جهاز خاص في أكاديميه البحث العلمي يدعي جهاز تنميه الابتكار والاختراع حين يقصده اصحاب الاختراعات الجاده بعد ان يصدر لهم براءه اختراع يقوم بصنع النموذج الاول للاختراع و دراسه جدوي له ثم يساعده في عمليه التسويق . وطبقا للاتفاقيه يجب المساواه بين الطلب الوطني والاجنبي بمعني اذا اتي شخص مصري ليسجل براءه اختراع وقمت بأعفاءه من الرسوم فأنا ملزم بفعل ذلك ايضا لاي شخص اجنبي يقدم لتسجيل براءه اختراع .

س ماذا يفعل المكتب للمخترع الغير قادر علي دفع الرسوم ؟
جـ نحن جهه حياديه واكثر من 75% من طلبات براءه الاختراع يقدمها اشخاص اجانب بشركات كبيره في مصر واذا تم اعفاء شخص مصري سيجب ان يتم اعفاء الاجانب ايضا مما يضيع التمويل الخارجي ، كما انه لا يوجد من يفعل ذلك ويعفي المخترع من الرسوم علي مستوي العالم . كما ان الرسوم هنا رمزيه بالمقارنه بباقي البلاد . فالأمارات مثلا 800 درهم لرسم طلب تسجيل براءه الاختراع بينما هنا 150 جنيه للشركات وللافراد 75 جنيه . ورسوم الحمايه تتدرج من 10 جنيه لألف جنيه . 

س ما رد حضرتك فيمن يقول بأن المكتب يفضل تسجيل طلبات الاختراع الاسهل والاقل في التفاصيل عن طلبات الاختراع ذات التفاصيل الكثيره ؟
جـ لا يوجد شيئا من ذلك فما يقدم اولا ينتهي اولا ، والطلبات تقدم للفحص الفني حسب دورها في التقديم ، واذا حدث التأخير يكون ذلك لكثره المواد الواجب فحصها في الطلب او لقيام المخترع بعدم توضيح اي من البيانات او عناصر الحمايه فيتم الارسال له واعطاءه مهله لمده 90 يوما لاكمال الفحص والتأخير وقتها عائد للمخترع . 

س ماذا تتمني ان يتحقق لزياده الحركه العلميه في مصر ؟
جـ اتمني زياده الوعي بالجامعات بحيث تكون رسائل الماجستير للطلبه مرتبطه بالسوق وناتجه عن دراسته ودراسه متطلباته وواقعه . ونحن نعمل حاليا علي توفير خدمه التسجيل لبراءات الاختراع اليكترونيا عبر الانترنت .


مخترعين مصر بين الواقع والامل جـ 4


 




 لذا ذهبنا لنادي العلوم بجامعه القاهره وكان لنا لقاء مع مسئوليه الذين تحدثوا في حذر ولم يجيبوا سوي علي المعلومات العامه مثل :
أن هناك اكثر من 300 طالب وطالبه من كافه الكليات يتفاعلون مع النادي خاصه طلاب كليه الهندسه ، تجاره ، حاسبات ومعلومات و العلوم . كما ان نادي العلوم يستقبل ايضا طلاب الجامعات الاخري وطلاب التعليم المفتوح والطلاب الخريجين وطلاب الدراسات العليا ، ويقوم بتوفير الادوات والمواد العلميه او التكنولوجيه و توجيه الطلاب الي الاماكن البحثيه الاعلي .

و أنشطه نادي العلوم هي :
1. اقامه ( المسابقات العلميه المختلفه – الدورات التدريبيه الانتاجيه لمساعده الطلاب علي تحويل افكارهم لواقع )
2. تنظيم ملتقي نوادي علوم الجامعات المصريه .
3. المشاركه في ( اسبوع الفتيات المصريه – اسبوع شباب الجامعات – ملتقي المتفوقين علميا – مسابقه مشروع الروبوت بجامعه حلوان – معارض مبتكرات الشباب – اللقاءات التي تنظمها الجامعات والهيئات ) .
وقد استنتجنا من ذلك عجز نوادي العلوم عن مساعده ابنائها من حيث الدعم المالي الكامل لتنفيذ افكارهم او تسهيل عمليه تسجيل براءه لأختراعاتهم . رغم فتح ابوابها للجميع وضخهم في المسابقات او اشراكهم في المؤتمرات والندوات.

ولكي نعرض القضيه بجميع جوانبها توجهنا لمكتب براءات الاختراع لنري الجانب الثاني والأساسي في المشكله فقابلنا في البدايه أحدي مسئولي الفحص الفني بمكتب البراءات والتي لم ترغب عن الافصاح اسمها مع التأكيد انه ممنوع علي الفاحصين الفنيين التحدث مع الصحفيين لذا لم يكن مستطاع سؤالها غير سؤال واحد وهو
ما تعليقك عما يقال من انكم تؤخرون عمليه التسجيل وتفضلون طلبات براءه الاختراع الاجنبيه عن المصريه ؟
فأجابت قائله ان معظم المخترعين يعانون من خوف لا مبرر له ، فنحن نعامل المصري كما الاجنبي بل اننا نسعد حين يأتينا طلب تسجيل اختراع من مخترع مصري ونوليه اهتمامنا ولكن يقابلنا كثيرا طلبات اختراع مصريه غير مكتمله البيانات وغيرها مما يفتقد الجده او بدون اهميه محليه او عالميه.
ثم تركتنا وعادت الي عملها فتوجهنا لمكتب براءات الأختراع .