الأحد، 29 سبتمبر 2013

إعترافات كاتبة


هل أعتبر تلك المدونة مذكراتى ، أم أعتبرها بديل لكشكولى الثمين وجهاز الحاســـب المتنقل الذى اصررت الا اخذ اياهما معى اليوم لكي أقرأ أكثر .

الواقع أثرى من أن نعبر عنه فى كلمات ، هوس النشر منعنى من أن أكتب، أوصــــد قلمى وغلل يمينى ، أظن الأن انه لا يجب علي كل ما أكتبه أن ينشر سواء أثناء حياتى أو فى بلدى ، يوما ما سيجد طريقه لكتاب ما وحده .

ماذا جعلنى اقول ذلك بعد عامان من التوقف عن الكتابة عدا الفتره الأخيرة ، سأقول ذلك وسأحكيه فى مقال أخر بعنوان مكتبة المستشرق أما الان سأحكى عما بداخلى .

عامان أبحث عن عمل يوفر لى الاستقلال المادى ويتيح لى تمويل كتبى فيما بعد ، قصصى ومقالاتى أخذت شكل نقاط فى كشكولى الثمين السابق ذكره لتكتب فى وقت ما لم احدده بعد ، ولن أحدده فى صخب حياتى المالية ، العامان مضيا ولم أصل بعد الى ما طمحت اليه أو ربعه . مازلت أركض ويتم استغلال وقتى وقلمى ووجودى بشكل غير لائق إنسانيا لكرامتى ، نعم أعلم أنى أفضل من ملايين غيرى ماديا ولكن من هذا المنطلق لن أحقق أى شىء .

كنت أبحث لنفسى عن مكان هادىء لاكتب فيه ولكن وجدت ان فى أوقات توفيره لا أجد القدرة أو السعة النفسية أو الطاقة لابوح بما داخلى للاوراق عن طريق الكتابة .

وللاسف فى الضجيج يصبح الامر صعبا للكتابة لصعوبة التركيز ، ومن هذا المنطلق مع ازدحام ايامى بالجرى فى كل اتجاه والتفاصيل الكثيرة وجدت أن كتاباتى شبه توقفت على خواطر أصغر من أن تملا مقالات . كم اتمنى أن أكتب فى البيت ، الوقت والهدوء سيمكنانى أن أكتب يوميا ، ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، اختلاف الاراء والاذواق جعل من البيت خلية نحل فى التعبير اللائق وسيرك قومى فى ذهنى.

بمجرد أن أطأ بابه خروجا أتننفس الصعداء وأشعر بالحرية لثوان ولكن بعدها ان لم أكن ذاهبة لمشوار ما أشعر بالحيرة وشىء من الضياع فأين سأذهب ؟
مكانى المفضل وسط البلد والمقاهى حول البورصة وقدر ما يمكن أكتب وأقرأ بها فى استمتاع الا ان الضجيج كثيرا ما يزعجنى ، ويندر ان اجد مكانا هادىء كليا بها .

بطبعى ملولة بشدة وأكره ذلك فى نفسى فالملل السريع مع شىء من الكسل هم المزيج الاكثر فشلا فى الحياة ونجاحا فى اهدار الوقت والعمر ، لذا أنا فى صراع داخلى دائم بجانب باقى العوامل الموجودة.

بمناسبة الازعاج الخارجى جلس بجانبى الان 3 فتيات فى سن 16 عام ويبدو أنهم أول مرة يجلسا فى مكان عام بالشارع فكل شىء عجيب ويستحق مجموعة من التعبيرات والتأثيرات الصاخبة بجانبى وأنا أكتب . ها هم طلبوا شيشة وسيضيفوا للازعاج بوجودهم ازعاج بالدخان .

في نهاية جلوسي اتضح لى ان وحدتى والفراغ الذى شعرت به كان لأنى ضللت طريقى نحو الكتب فهى حقا كانت ومازالت خير صديق وخير رفقة وخير أنيس وخير وسيلة تنقل ترسلنى لابعد الحدود ، و تباً لتكنولوجيا ملأت ايامنا بالفراغ


ميدان طلعت حرب


 






 كنت اقف عند مكتبة الشروق المشهورة والموجودة فى هذا الميدان فى انتظار صديقة لى كانت قد تأخرت وأثناء وقفتى وجدت أمرأة اجنبية عجوز ممتلئه قليلاً تتكأ على عصا وتعبر الطريق نحوى وتوقفت امام بائعة تفترش الرصيف بمجموعة من الكتب وعدد من علب السجائر الاجنبية . وقفت الاجنبية امامها فأنتفضت البائعة من جلستها على الارض ورحبت بحفاوة بتلك الأجنبية بصوت عال و إنجليزية كسيحة يملأها عشرات الكلمات العربية واحتضنتها بشدة والاجنبية مبتسمة ابتسامة واسعة ولم اسمع ردها لوقوفى بعيد نسبيا عنهم ثم بدأت تعرض عليها سلعها من الكتب والسجائر والاجنبية واقفة ذوقيا بابتسامة ثم سلمت عليها و ودعتها .
دخلت انا المكتبة وانشغلت بين الارفف والكتب انا وصديقتى التى قابلتنى للتو .

وبعد عشرة دقائق بين الارفف والاستقرار على الكتاب الذى رغبت بشرائه وهو "ظل الافعى" ليوسف زيدان لاهديه لاحد ما ، ذهبت لدفع الثمن فوجدتها تجلس بجانب الكاشير فابتسمت لها لفرحتى بوجودها بدون سبب فابتسمت لى وقالت بأنكليزيتها التى لم افطن منها اذا كانت امريكية او انجليزية "ابتسامتك جميلة جدا"
فزادت ابتسامتى وأنا اشكرها ثم نقدت فتى الكاشير وخرجت .

و بالخارج مررت بالصدفه بجانب البائعة التى كانت تتحدث عن تلك الاجنبية فتوقفت قليلا لاسمعها فكان كلامها كالاتى :-
" تلك الاجنبية تحب مصر جدا وتعيش هنا . و كلما اتت لوسط البلد تأتى لتسلم على ، أنا أعرفها منذ اعوام طويلة وقليلا ما نتكلم ولكنها تصر ان تأتى لى كلما استطاعت ..  انا أحبها جدا دون ان اعلم حتى اسمها "
زادت ابتسامتى وسعادتى وأنا أسير واعدة إياهم فى سرى بأنى سأكتب عنهن يوما ما.

قصص قصيرة جداً 3







يحبها لأنها تشبهه في كل شئ ، انطلاقه ، جنونه ، طموحه حتي ميله للأكتئاب .... و هذا ما أبعدها عنه فهي لم تعد قادره علي تحمل نفسها لتحتمل شبيه لها ... و تعبت من الأنسلاخ عن نفسها وقت ضيقه او حزنه لتخرجه مما فيه .

عرفا معا معني الكوميديا السوداء حين طالت مكالمتهم ليضحكا فيها ضحكا يوجع القلوب


............................................




سألت نفسها : كيف هان عليه كل تلك الذكريات ؟

و مكالاماتهم لبعض طوال اليوم بالساعات ؟

ثم أيقنت بالنهايه ان الامر لديه

لم يكن اكثر من ملء وقت فراغ بالغ الضخامه


..........................................

 



كانت تظن إنها ان قست عليه

سيجف قلبه من حبها و يتركها

لم تدرك أن قلبه لا يراها كما تراه

والرجال لا يتمسكون الا بمعذبينهم


..........................................




يوم ميلاده أهدته هديه تفوق إمكانيتها و لكنها تتناسب مع ذوقه و تمنت أن تعجبه .. سألت نفسها بشوق : هل يوم ميلادي سيهتم كما أهتممت و سيبحث كثير مثلي حتي يجد ما يعجبني ؟ و لكنها أبتسمت ولم تجيب بأي افتراض منها و تركت أجابه السؤال عليه ليومها



و بعد 4 شهور يوم ميلادها كانت هديته ما لم تتوقعه أبدا ... هديته كانت أنه تركها قبل أن يصل معها لهذا اليوم



..........................................





رحلت غير أسفه ، غير نادمه ، باكيه نعم ، حزينه أكيد ، قلبها يتمزق رغم أنها هي التي رحلت . كيف تستمر مع كثير الاعتذارات ، واهي التبريرات ، كاذب بالمئات . كانت تدري انها لن تكمل و انه ليس لها. و ان تلك المغامره المجنونه بقدر ما ستنعش ربيعها و تنشط نبضها ستشيب نهايتها شعرها رغم عز شبابها .

شعرت في الايام الاخيره ان النهايه تقترب و كانت تترقبها و تنتظرها فهي تدري بوجودها و استحاله نفيها .. و انتظرته يعلنها ولكنه تهرب منها و من انهاء الامر و غاب اكثر مما هي تتحمل و هو يدري بالضبط مقدار تحملها .

حذرته باكيه و ترجته ان يعود كما كان لخير حبهم فتحجج بالظروف و المشاكل و الحياه فادركت انه اجبن من ان يعلن النهايه التي قررها في داخله .



..........................................





قال لها : لا تتركيني

فقالـت : لا اقدر

رد قائلا : بل تقديرين

قالـــت : لا .. لا اقدر

فتركها هو و رحل


............................................




يؤرقه سؤال ...
هل فراقهم لأن الله يريد له الخير فلن يجعله يستمر مع من هي علي شاكلته في قبول الخطأ و الشر احيانا و انه يستحق من تحمل بداخلها الخير
أم فراقهم لأن الله يريد لها الخير فلن يجعلها تستمر مع أمثاله من يقبلون الخطأ و الشر أحيانا و انها تستحق من يحمل بداخله الخير ليساعدها عليه


............................................





تتابع أخبارهم، تنتقل بين صورهم، تبحث في بسماتهم عن ذكرياتك،

تفتش في عيونهم عن صورك التي اعتادت تلك العيون ألتقاطها ...

لا تجد سوي أشخاص لم يلتقوك ابدا

لكي يتذكروك يوما


............................................




إنها كالبحر العجيب .. هادئ احيانا، هادر كثيراً.

تتصل بى توبخنى على أشيائى المعتادة حينا 
 وتقرر الانفصال عنى وحدها ..

وتتصل احيانا اخرى تقول اشتقت لك .

تعبت منها فى البداية فقد صدمتنى كثيرا .

مللتها حينها .. ثم عشقتها بهذا التقلب الكاسر لرتابة الحياة .. ولكن

أحيانا اخرى تكون حياتى اصخب وأرهق من أن احتمل هذا الضجيج.


............................................





يشعر بالبرد خلف هذا السور العالي ، يفتقد حضنها الدافئ ، يشعر بالعزله في هذا الصمت ، يفتقد صوتها و هي تحكي او انفاسها و هي تصغي .

ينظر للسور و يدري انها خلفه ، كم يشتاق لها ، كم يرغب في هدمه و لكن كيف يهدمه الأن بعدما شاهدها بصبر تبنيه و ترفعه نحو السماء ، كيف تمكنت بعد هذا الحب ؟ بعد هذا الشوق ؟ وتلك الذكريات و الليالي ؟

كيف و كيف و كيف ؟



وفجأه عرف كيف ، و تذكر ما حدث منذ زمن و ذاكرته كانت تجتهد لتتنساه

عرف ان سبب قوة هذا السور وتماسكه ان الرابط بين احجاره هو دموعها ، و إنه هو من طلب منها أن تبنيه و أعطاها ظهره .



............................................






كانت تسير مسرعه و لكن الحمل الذي علي كتفها كان يعيقها، نظرت لها بجانب عيني و انا اسير بين صديقي و اجتازها و وقلت في سخافه

- ازيك يا عمتي

وجدتها تبتسم بسعاده غريبه غامره و لكني كنت وفقا لسرعتي و انا اسير مع اصدقائي اجتزناها بسرعه و بعدنا كذلك و عادت تسير مطرقه الرأس تعاني مع حملها ... لا أدري ماذا دفعني لأن اقنع اصدقائي ان يجلسا و احاول الكلام معها وربما للملل اقتنعا فوقفت دون ان انظر اليها منتظرها ان تصل الي و يبدو انها كان طريقها فعلا يمر بجانبي فحين مرت بجانبي سرت بجانبها بسرعتها و قلت لها و انا احرص علي ارتفاع صوتي حتي يصل لها لقصر قامتها و نحن سائرين متجاورين في الشارع المزدحم

- ابتسامتك جميله

- بلاش انا .. انت قد اخويا الصغير

- ليه بس .. انا تانيه حقوق

- و انا مخلصه من 3 سنين

- اوبااااا

- الحق اصحابك

و اكملت سائره بنفس الابتسامه الواسعه و التي اتضح انها ابتسامه امومه لصغر سني و كأني لم اكن بجانبها فعدت لأصدقائي المنتظرين و انا اصيح

- طلعت مخلصه من 3 سنين


............................................





هو : مالك يا حبيبتي ؟ مكشره ليه ؟

هي : يعني احنا كنا خلصنا من شيوخ القاصرات علشان يطلعلنا الكتاب ده ؟

هو : شيوخ ايه و كتاب مين مش فاهم ؟

هي : مش عارف شيوخ القاصرات ؟ اللي بيشجعوا جواز البنات من 12 سنه ، قال يعني الكبيره متنفعش و حل العنوسه مش مهم و اللي هممهم عيله عندها 12 سنه يربوها علي ايديهم و ان خستعت تتطلق بعدها بسنه و تاخد عيلها معاها.

هو : طيب دي و فهمناها ، كتاب ايه بقي اللي مضايقك؟

هي : كتاب اسمه برضه هاتجوز تاني بيقنع الرجاله و الستات بالتعدد كحل للعنوسه

هو : يعني انتي لا عجبك لا ده و لا ده ؟

هي : مهو الاتنين صاعبين عليا اوي

هو : طيب روقي بس و متديقيش نفسك

هي : حسك عينك تفكر تتجوز عليا كبيره ولا صغيره

هو : يا شيخه اهمدي ... مش لما اعرف اتجوزك الاول



............................................



قصص قصيرة جداً 2












في الشتاء القارس ليلاً، رجل و امرأه عجوزان، جالسان بالقرب من بعض، علي اطراف حديقه في ميدان في منطقه هادئه نسبيا، السيارات تمر من جانبهم في هدوء حينا ، و في سرعه احيانا اخري غير عابئة بكم الهواء الذي تحركه نحو هذان المرتعدان بردا . جالسان متجاوران ولكن غير متلامسان ، طلباً للدفأ متجاوران، خوفاً من ظنون المجتمع اللانساني غير متلامسان، و يرتعد جسديهما من البرد . يحمل في يديه الورد و الياسمين و تحمل في يديها كيس مناديل . و رغما عنهما في هذا البرد الشديد و بموافقه مجتمع حضري جامد القلب متجلد المشاعر يتسولان .



..........................................





جالس مع حبيبته علي الكورنيش فسمعوا اغنيه "لما النسيم " لمحمد منير

هو : أنا بحب الأغنيه دي جدا

هي: و أنا كمان

هو : محمد منير ده عظيم ، أختياره للكلمات فوق الطبيعي

هي: و الموسيقي و صوته و أحساسه في أغانيه ميتوصفش

هو : بس الأغنيه دي ليها وضع تاني معايا

هي: أشمعني

هو : اقولك بس متزعليش مني

هي: قول

هو : أصل مفيش واحده تستاهلها

هي : نعم ؟

هو : دي تتغني لواحده من حور الجنه مش من ستات الأرض

قالت و هي تدفعه في النيل : روح غنيهالها



............................................





- إنتِ ندي ؟

- نعم .. مؤكد أنتِ مريم ؟

- ذكية أنتِ

- يا ليت ذلك الذكاء كان بفائده

- ماذا قصدين ؟

- في بلادنا العربيه مهمة المرأه أن تُسبي لتخدم .. فهل تُسبي الأذكياء ؟

- أيعني ذلك أنكِ ترغبين في أن تكوني من السبايا الخادمات و ذكاءك يمنعك ؟

- ذكائي يكرمني و يمنعني م هذا المصير و رغما عني يبقيني لوحدتي . إنهم يخشوننا أذكياء



..........................................



  
لطالما اغضبها خطيبها الأول لأنه يحبها في خياله فقط و لا تستشعر هذا الحب و هي معه .. طالبته ان يعيش الواقع معها و يترك خيالاته ... كانت تخاف ان يكون خياله عنها اروع منها فيُصدم بها في اي تصرف لها .. ترجته أن يحبها كما هي لا كما يتخيلها .. ثم رحلت عنه حين يأست منه .



اما خطيبها الحالي الذي أحبته كثيرا ... لكثر غيابه وجدت نفسها هي من تحب خياله فتتأمل في صوره
 و كلماته طويلا . وحين يكلمها تصمت ، تشعر بالعجز ، تشعر بالغضب لغيابه وتصمت لأنها تعلم انه ليس بيده شئ في البعد . ومع الوقت اصبحت تهمله وتهرب منه في الواقع و تحبه في خيالها فقط .



..........................................





في اخر رساله لها قالت كلام قاسي، أدري و تدري انها لا تقصده وكان الكلام نتيجه بعدي عنها، الذي كان رغما عني للظروف، و هي تدري ذلك ايضا، فلم أرد حتي لا ازيد الجرح لها او لي، و تركت الامر لأنها ستهدأ و تعتذر كعادتها و يمر الموضوع.



و مر يوم و الثاني دون ان تعتذر او ترسل لي أي شئ ، و كلما هممت بمراسلتها رأيت رسالتها الأخيره فمنعتني . و استمر الصمت



..........................................





كان الصغير أحمق .. يشعر بالحنين لأقاربه .. يرغب أن يودهم و يزورهم أسبوعياً . بل و يري أن أبواه مقصران تجاه أقاربهم و أخواتهم .



كبر الصغير وسأل أباه لما تلك القطيعه فجلس معه ليحكي له سبب ذلك و ما كان منهم تجاه أسرتهم و كيف أساءوا لهم كثيرا .



لم يعد الفتي يشعر بالحنين .. بل أصبح يشعر بغصه كلما رأي أحد منهم صدفه أو في لقاءهم السنوي . وغضب من نفسه لأنه سمح للفضول أن يلوث سريرته تجاه من يشاركونه الدم .



..........................................





قال الأب لأبنه و هم جالسان في القطار حين لاحظ أبنه يرمق الأغنياء في حسد و حقد وحسره

- يا بني ترفع و تعفف

- يا أبي التعفف يأتي بعد الغني لا مع الحرمان

- الرضا و القناعه سمه الفقراء و كلنا فقراء لله

- نعم فقراء لله و لكن الله لم يُحرم علينا ان نكون أغنياء في الأرض

- القنوع غني مهما قل زاده و الغني جائع مهما أمتلك

- لا .. هناك من الأغنياء صالحين

- لكنهم دوما محرومون سواء من الصحه او الأطفال أو الراحه أو العائله أو الحب أو ...

- كفي يا أبي .. نحن المحرومون ، محرومون من أنسانيتنا و من كرامتنا و من راحتنا و من أن نجد من يشاركنا القلب و السكن لضيق الحال  سكن ؟ نحن محرومون أصلا من كريم السكن .

- ألا تحبني يا ابني ؟


- ماذا ؟ نعم أكيد أحبك يا أبي

- إذا الله عافانا من المرض و أهدانا الحب ونحن عائله لبعض و صدقني أنت لم تذق مرار الحرمان من إياهم . إنه علقم يا صغيري .

- أشعر بالذل من سكننا و الوحدة منذ وفاه أمي و لن تقبل أي فتاه مهما أمتلكت من الطيبه و القناعه و الزهد أن تشاركنا تلك المعاناه .

سيجازينا الله خير علي صبرنا و سيمنحنا خير السكن و الرفيق في جناته

- و الدنيا يا أبي ؟

- زائله و زائفه يا صغيري . لا تنخدع ببريقها.

- لا أدري .. و لكن سأحاول

- صبرك الله و أعانك و أزاحني عن كاهلك يا صغيري لتحيا بدون عبأ

- لا تقل هذا يا أبي فأنا سأموت من الوحده بدونك فأنت كل من لي .

و أنقلب القطار


..........................................





كانا الصغيرين في طريقين متعاكسين ، هو بكل جموحه و هي بكل انطوائيتها تقابلا في نقطه

و تبادلا قليل الكلمات و كثير النظرات .

و لكن اختلافهم اخمد اعجابهم ببعض فأنطلقا كلا منهم يكمل طريقه وحيداً حاملاً بداخله اهة شجن .

و بعد سنوات لأن الأرض كرويه تقابلا مجدداً ، بعد أن أنهكه جموحه و كسرت الحياه أنطوائيتها ليتبادلا كثير الكلام مغمضي العين متعانقان .



..........................................




نظر اليها صامتا ، فبادلته النظر بصمت ، يحمل كلاهما حزن جارف و خائف أن يتحدث فيخرج هذا الحزن مغرقاً محدثه الضعيف بسبب الحزن ايضا .

كيف يساعد بعضهم بعض و كلهما ممدد علي احدي جانبي الطريق غير قادر علي رفع رأسه . حتي الأنين حبساه حتي لا يثقلا علي بعض .

فماتا في مكانهما


..........................................





ظلت تتابع حياته من بعيد ... تشعر بالذنب لتدهورها و تلوم نفسها علي ما وصل حاله له بدونها . تحثه احيانا علي التمرد ليعود لها و ستعوضه عن خطأ رفضه القديم.

و في لحظه صدق أنتبهت لمدي العبث الذي يحدث ... لن يعود لها ابدا مهما حدث فقد كان اضعف من ان يتمسك بها حين حدثته باكيه تعتذر عن خطئها و تطلب منه البقاء معها .

و ضعفه ذلك ترائي لها كثيرا في الكثير من المواقف في حياته و لامت وقتها نفسها علي انها السبب ... لكن الحقيقه انها لو كانت معه كانت ستعاني من هذا الضعف في حياتهم او ربما تحولت لوحش أنثوي مستغله هذا العيب الخطير فيه .

تدهور حياته ربما لها جزء فيه و لكن الباقي له فهو من قبل انصاف الحلول و نصف السعاده و نصف المشاعر لتستمر حياته كما كان من قبل ان يلتقيها ... نصف حياه







قصص قصيرة جدا 1



قصص قصيرة جدا





 
إنها تؤمن بأن الحب يصهر المحبين فلا راحه لهم سوي معا ... ولا يوجد معين لهم في تقلبات الحياه سوي بعض . كم امتعضت هي ممن ينحون نسائهم او حبيباتهم جانبا وقت ان تنهكهم دنياهم او توصد امامهم الابواب . ما اقسي ان تظن الحبيبه انها دنياه .. وان الدنيا اذا اتعبته فعندها  راحته وسلواه .. و توعده انها معه في السراء والضراء لأخر الحياه . فتتصل به حين تعلم بأنه ليس بخير ليوصد هاتفه في وجها ويرسل لها قائلا "انا مش عاوز اكلم اى حد "





................................................


 


ظللت اتأملها في صمت .. كانت شارده ، و وجهها صامت لا يدل علي اي انفعال . حاولت ان اتخيل ما يمكن ان يكون سبب شرودها ..و اتابع حركه عينيها الهادئه لعلها تدلني علي شئ .. ولكن ظل و جهها ساكن لا يتحرك فيه ساكن سوي جفنين يحتضنان جوهرتين اعشقهم .. نعم انه الوقت المثالي لأأخذ خطوتي الاولي .. سأقترب منها والمح لها عما اشعر به من سنوات ، سأ.. فجأه لمعت عينيها وسقطت دمعتان صغيرتان عجزتا عن ان يحركا اي شئ في وجهها .. او يفضحا اي انفعال في قلبها ، فصمت.



................................................


كانت تظن ان من لقاءه تستمد ثقتها بنفسها

و حبه هو ما يجعلها تعطي لنفسها قيمه واهميه ....

و لكن بعد سنوات عرفت ان ما كانت تشعر به معه ليس سوي كبرياء الانثي الذي يعزز من نفسها امامه .

و انه قد شعر بذلك فكان يتجنب ان يلتقي بها ليكسر كبرياءها و يسمع توسلاتها له في الهاتف لتقابله .


............................................




قال لها : لماذا احلامك كبيره ؟ الا يمكن ان يكون لك أحلام صغيره كباقي البشر

قالت له: و لكن الاحلام الصغيره ليست أحلامي ،
 بل أحلام باقي البشر


.............................................





- مالي اراكِ يا سيدتي تضعي اليد علي وجهك

- ابني

- ما به ؟

- ابني يعشقها

- وهل العشق حرام في عرفكم

- لا لا لا

- هلي تغيرين منها عليه

- ايضا لا

- هل هي سيئه

- لا ايضا لا

- هل ستأخذه .. من احضانك

-  ابني لم يرغب يوما احضاني

- اذا لم الخوف ؟ يا سيدتي

- حبه لها اكبر من حبها له ... يوما سترحل وسيموت لرحليها

عشقه يفنيه ولا استطيع ان امنعه الغرام .. مهما زاد الكلام

- اهذا ما يقلقكِ ؟

- ادري ان عشقها مقبرته. وفي فنائه فنائي ..

فهل من حل لديكِ ؟

- لا يا سيدتي .. فالحب لعنه ابديه لا مفر منها

فالتدعي لأبنك بالصبر والتجلد وقت الرحيل


.......................................................





حوار غير مالوف


هي : أسفه لم يكن هذا ما تمنيته

هو : أنتِ حمقاء .. كل ما نحن فيه بسببك

هي : ألم تسعد ؟

هو : و هل حالنا الأن يُسعد ؟

هي : أقصد سابقاً

هو : أنتِ من كنتِ سعيده بالتغيير فتجاهلتي التدبير

الاخر : لا أنا دبرت و هي من لم يستمع لي

هي : و لكنكم كنتم سعيدين ، أنت ترتجف من السعاده ،

و أنت ترسم خيوط المستقبل

هو : أنا من البدايه حظرتك

الأخر :وأنا منعتك ولكنك ركضتي متجاهلانا

فأصبحنا جميعا ما حذرناكي منه .. هل سعيده الأن؟

هي : ولهذا بدأت كلامي بأسفه

هو : أسفه تلك لن تداوي ألمي و حرقتي و لن تمنعه الندم

هي : حقاً لم يكن بمقدوري شئ

هو و الأخر : كاذبه

هي باكيه : لم أكن أدري أن قلبي و عقلي سيقسون عليّ هكذا

الأخر :إذا أنتظري حتي تأتي نفسك لتحاسبك هي الأخري


............................................





كادت عيناه أن تدمع ، فأدمعت هي حتي تجنبه حرج البكاء أمامها . لم يكن يري في ذلك حرج فهي بالنسبه له نصف روحه و هي منه و هو منها فلا خجل أمام نفسه .

بينما هي قررت الرحيل عن حياته تماما لذا لم ترتضي لكرامته أو رجولته أن تخدشها الدموع بسببها فيستاء او يغضب او يخجل من نفسه مستقبلا بعدها .


............................................




يتمسك بالبُعد لأنه بجانب الظروف لا يحب عالمها ولا يريد أن يجبرها أن تترك شئ لأجله

تتمسك بهذا العالم لأنها تخاف الوحده و تكرهها ، و هو دائما غائباً



....................................




اوقفها عامل النظافه بأبتسامه واسعه

و بدعاء باطنه التسول

قائلا : يا رب تتجوزي اللي بتحبيه قولي يارب

فقالت بصوت خافت و شرود : يا رب

كما اعتادت ان تجيب علي اي دعوه دينيه تقال لها

ثم انتبهت لما قاله و أبتسمت بدهشه وسخريه قائله : بس انا مبحبش حد :-)



............................................




اراد ان يضمن ولائها و يكسر عينها من اول لقاء لها فأطعمها و لم يكن يضع في حسبانه الا يعنيها ذلك ابدا لأنها كالقطط تأكل و تنكر