الاثنين، 16 نوفمبر 2015

عولمة عادل أمام في بيتي



"اوضه السفرة مثلا من اسبانيا، الترابيزة بس هتيجي من اسبانيا والست كراسي هتيجي من ايطاليا والمقابض والاكر بتوع النيش من اليابان. القزاز من بلجيكا . السيراميك بلاطه من ماليزيا وبلاطه من ايطاليا والوزره من الصين."








        لم أتخيل أن قول الفنان عادل إمام في فيلم عريس من جهه أمنية حين أراد أن يعرقل زواج أبنته بأشياء مستحيله قد يتحقق بهذا الشكل الكوميدي وإن أختلفت الصورة قليلا. قبل زواجي بقليل اهتممت أثناء شراء حاجياتي وأدوات بيتي أن تكون تلك الأشياء علي مستوي جيد لكي لا تفسد سريعاً، وكنت أنتقي وفقاً لما أراه جيداً دون تركيز علي جنسية المنتج، ولكن كان هناك قاعدة كبيرة التزم بها وهي تجنب المنتجات الصينية قدرما أستطع، وذلك ليس لسوء في الإنتاجية الصينية ولكن ثقة في أن المستوردون المصريون مصرون علي انتقاء الأرخص والأسوء من المنتجات الصينية ليغرون المستهلك هنا بالسعر الأرخص ولا عزاء للجودة (التي لا تعمل الجهه الرسمية المختصة بمراقبتها أو ترتشي). الصين تنتج من كل سلعة كل درجات الجودة بإختلاف الأسعار وكل مشتري يشتري قدر أستطاعته أو رغبته، لذا أُجبرنا علي الأدني في الجودة من منتجاتها المتعددة. ومع ذلك كانت هناك بعض الأستثناءات لأشياء بسيطه التلف فيها والأستبدال وارد لذا لا مانع من كونها صينية.




        درست قديماً العولمة وكنت أدري أن تأثيرها جلي في الأسواق المفتوحة مع تسهيل الأستيراد مما أدخل للأسواق المصرية شتي الجنسيات، لكن الكلام في العموم سهل، اما حين تجد لبنات بيتك كلاً من بلد تندهش جداً عما استطاع الأنسان ان يصل اليه في الحقبة الأخيرة من الزمن، كلما التفت حولك تجد شئ من بلد ربما حلمت أن تزورها يوماً فجاءت إنتاجية ابنائها حتي بيتك بينما أنت لم تزل في مكانك. تتخيل موقع المصنع وما حوله من تضاريس طبيعية وملامح عماله، وتتخيل الطرق الموازيه لجبال أو بحار أو مراعي أو تلال التي خاضتها لتكون بين جدران بيتك.




       أصبحت أشعر أن بيتي كالبستان يحوي زهرة من كل بلد، علب المطبخ البلاستيكية من فيتنام، زجاجات المياة الزجاجيه إيطالية، بعض الملابس والفناجين من بنجلاديش، ومن الأخيرة التايوانية ايضاً، الصنابير تركية واسبانية، اكواب فرنسية وغيرها هندية وأندونيسية، أجهزة المانية وأنجليزية، بل وأطباق إيرانية وفلبينية. كم أتمني أن تكون تلك الأشياء كالباسبورات تسمحلي أن أزور منشأها ولو ليوم في كل بلد. أظن الأن لن يندهش أحد من تذكري لمشهد عادل أمام. :)