الأربعاء، 24 ديسمبر 2014

اللادينيين


اللادينيين



     في شهر مايو 2014 كتبت تلك الكلمات، كنت أقرأ رواية ديبلوبيا للكاتب د.شريف الشاذلي، وهي تعرض جزء من حياة بعض الشباب المتجاورون في للسكن والمختلفون في الدين والعقائد والإتجاهات. لن أتكلم عن الرواية أو عن صداها بداخلي لأنها لم تترك صدي بل عرضت لي أنماط ونماذج بشكل أعمق مما أدريه. لست من متشددي الدين الأسلامي أو متسيبيه، ولست نقطة في المنتصف ايضاً بل مؤشر يميل يمينا قليلاً حينا ويساراً قليلاً حيناً، ولا أدري سماحتي الداخليه نابعة من سماحة دين ام تحضر سلوك ام انسانية لا أكثر أو أقل.


   أقرأ في الفترة الأخيرة لد.مصطفي محمود بشراهة وأشعر في كلاماته نور يؤكد لي ظلام المتشددين وضيق أفقهم وسطحيتهم في تمسكهم بقشور الإسلام وترك مبادئه الراقيه وأصوله القويمه، ولست كذلك من فقهاء الدين بل اسير بروية لضعف إيماني وتكاسل بدني مما يحجبني عن إتمام العبادات وإنارة جميع زوايا الروح وتطيبها بعنبر الإيمان والشعور الرائع برضا الرحمن. تلك مجرد نبذة بسيطة عني وعن إتجاهي الديني حتي لا يتم  الحكم علي رأيي في السطور القادمة بشكل خاطئ وإن كنت - عذراً – لا أعبأ سوي بأن تفيدك كلماتي لا أن أعرف رأيك في.


    مؤخراً لاحظت ميل كبير لشباب كثير لرفض المعتقدات والثواب حتي لو كانت دينيه، وكان هناك قديماً فيلم عرض تلك المشكلة كان بطله نور الشريف وكان والده رجل صالح ولكن أساء في تعليم ابنه الدين بشكل تربوي مرن طيب صحيح لتشدده فأرتد الطفل واندفع في الاإتجاه العكسي وأنكر هذا الدين الذي قرنه ابيه في ذهنه بالقسوة .


    الرواية التي معي تعرض بشكل أكبر أزمة المسيحيين في بلد أغلبيته مسلمة ويحمل التطرف في بعض عناصره، والذين للأسف هم أيضاً ضحايا لجئوا للتطرف في الدين كرد فعل عكسي علي سواد الفساد في بلادهم وحلمهم ان يكون الحل من عند خالقهم إذا التزموا بالدين بحذافيره وتفاسيره التي ينتقوا منها ما يناسبهم، وأجبروا الجميع من حولهم علي النهج بنهجهم والتحول للصورة القديمه للتشبه ببيئه الرسول.


كلهم وكلنا ضحايا سوء التعليم والتربية، اليأس، الفساد، تعنت وإنشغال من علمونا لأنهم أيضاً كانوا أبناء لمواطنين بسطاء في حالة حرب ببلدهم فكانت الأولوية للبقاء لا باقي العناصر النفسيه والتربوية التي أظن انها ربما كانت رفاهيات أو كماليات. العلم والثقافة والمرونة والإحتواء والإستيعاب للأختلاف ولين الكلام هو الحل ولكن من القادر علي فعل ذلك ونحن كلنا في نفس المشكلة معاً ؟



السبت، 29 نوفمبر 2014

أزمة صحية






تستمر المهازل الصحيه في المستشفيات الحكومية بدولتنا المصونه، يموت الناس بفضل الناس سواء اهمال او جهل او فساد او لا إنسانية، والأمر لا يحتاج ان اسرد قصص حقيقيه فنحن القصص ونحن المكربون ونحن من نعاني كلما الم بجسدنا الم وكل ما حولنا من طعام وماء وهواء وغيره مسببات كل الم.

لذا فالنضحك علي همنا ما دام لا حل له ولا فائده من البكاء

































































الخميس، 20 نوفمبر 2014

ضريبه باهظة


ضريبه باهظة




كانت بساطتها وجهلها وحسنها البازغ سبباً لزواجٍ مبكرٍ من رجلٍ حِرفيٍّ بسيطٍ يحمل بين طياته الطيبة واللؤم والكسل بنسب تتفاوت وتتبدل مع كل موقف يقابله، وبعد أعوام قليلة من زواجها وجدت في مسئوليتها أربعة أطفال، ولضيق رزق زوجها وقلة حركته، كان عليها - بجانب مهامها الرئيسية في الاهتمام بأساسيات بيتها- أن تدير شئون العيش بحِنْكةٍ وحكمةٍ اقتصاديةٍ لم تعرف لها سبيلاً فحارت، ولحسنها الرائع دلتها رفيقة على أن تخفي هذا الجمال ليبارك لها خالقها في أسرتها، فقبلت مرحبة، واتجهت لله رغبةً في أن يدلها ويساعدها علي مهام بيتها المتزايدة.

 فنبه ذلك زوجها إلى أن زوجته تتغير، فحاول في البداية أن يعيدها إليه وفشل، بينما هي مُنكَبَّةٌ علي الكتب الدينية، فعرِفَت من تلك الكتبِ قيمةَ نفسِها، ثم وسعت دائرة قراءتها لتحوي كل ما تقع عليه عيناها من كتب، وزادت ثقافتها، وتبينت مدى ضحالة فكر زوجها فحاولت أن تعاونه على أن ينضم إليها في سعيها الجديد نحو تطويرأسرتهم ثقافياً، ولكنه رفض وشعر بالفجوة تزداد بينه وبين زوجته التي كانت – في عينيه يوماً- مجرد امرأة جميلةٍ بسيطةٍ هادئةٍ، وكان مبلغ آماله الذي حققه بالفعل هو أن ينشيء أسرتهم وأن يسعى قدر استطاعته نحو توفير متطلباتهم، فبدأ في البحث مجدداً عن أخرى تناسبه بينما تسعى زوجته لإكمال مسارها التعليمي الذي توقف من عقدين وبضع سنوات، فشتت شتاتُهم الأبناءَ الذين كبروا ودنا نصفهم من فتره المراهقة وحدهم، رغم وجود والديهم جوارهم.

 ورغم كل هذا التفتت، حاولت هي أن تحافظ علي الكيان الأسري ولكنه لم يساعدها، وبدأ في محاربتها، فما هي عليه من ثقافة وتدين وذكاء وطاقة ليس سيئاً ولكنه غير مناسبٍ له، ولم يكن أبداً ما سعى هو إليه أو يستطيع أن يسعى إليه، بل هو يختلف تماماً عن زوجته وأم أولاده التي يعرفها.

لم يحدد مشاعره نحوها، وأصبح وجودها عليه عبءٌ نفسيٌّ لا يقدر على تحمله، بل ويثير غضبه وأعصابه طيلة الوقت، ويفتت بيتهم الهادئ ويحيلُه إلى بؤرة نزاع ومشاجرات وضجيج لا يحتمل، لاسيما حين تسجنهم الجدران معاً في الليل، فكان الانفصال - دون طلاق - خيراً لأبنائهم من ذلك التوتر الذي لا يناسب دراستهم وامتحاناتهم، وهامت هي تبحث عن مأوىً وعملٍ يقبلانها بعد أن تجاوزت أربعينها، وهي التي لم تكمل دراستها بعد وليس لديها شيء من الخبرة يعينها، كل خبرتها في الحياة هي كيف تدير بيتها.

ولم يسعده هذا التمرد الذي قد يغري أبناؤه بالتمرد عليه، فعزم على أن يفسد عليها كل مجهوداتها وأن يغلق في وجهها جميع الأبواب فتعود لرعاية بيتها في سكون، ولا تهتز صورة الأب في عيون الأبناء فيطيعونه كما يجب عليهم يفعلوا. ولم ينتج عن ذلك سوى أن تطور ما بينهما من وضع الانفصال إلى الطلاق. سيمنعها القانون عن أبنائها الذين قد تجاوزوا سن الحضانة منذ زمن، فيظل جميعهم معه فقط إن رغبوا في ذلك.

وأصبح الأب كجني المصباح الذي يحقق لهم جميع أمنياتهم مهما تجاوزت إمكانياته، ولأنهم قد عانوا كثيراً من ضيق الحال ولأن الحال قد تغير أخيراً، فقد فضلوا البقاء مع من سيأتيهم بكل ما يرغبون ويعطيهم حتى الرفاهية التي لم يكونوا يتصوروا يوما أن ينالوها .. لكن الفتاة الكبرى كانت تشعر بآلام أمها وتذكر سوء معاملة الأب لها فتعاطفت معها واستجابت لسعي الأم لأن تبقى بقربها، فرحلت معها وودعت إخوتها وداعاً لا رجعةَ فيه.



الخميس، 7 أغسطس 2014

وحدة أختيارية إجبارية




وحدة أختيارية إجبارية







" نشعر بالوحدة ......... أصبحنا وحدنا " 




تلك الجمل وما يشابهها في المعني غير منطقيه فالوحدة هنا لا تدل علي الاتحاد بل تأتي من لفظ (واحد) أي شخص منفرد لذا لا يصبح الأمر منطقياً حين تُجمع مع ضمير يدل علي عدد أكبر من واحد مثل نحن او نون الجمع -السابقة أو الملحقه بأي فعل- أو غيرها من الكلمات. ليست تلك معلومه نحوية أو تعالي في اللغة فأنا أخر من يتحدث في هذا التخصص - بشهادة مصححين كتبي :) - ولكن ما اقصده ان من يتحدث بصيغه الجمع عن مجموعه يجمعهم شعور واحد وهو الوحدة فذلك لا يعني سوي ان تلك الوحده أختياريه أي برغبتهم هم سواء لكسلهم عن التواصل او رغبتهم في الحفاظ علي تلك الوحدة أو حبهم لشعور الضحية وأن المجتمع يضطهدهم. ان شعور الوحدة يتبدد اذا أجتمع فردان، نعم مجرد شخص واحد معك قادر ان يبدد هذا الشعور القاسي، وهذا الشخص لا يلزمه اي رابط معين فقد يكون أخ أو حبيب أو قريب أو صديق أو مجرد غريب جمعكم مكان سواء في طابور او مواصله عامه او أي حدث يجمعكم.


    نحن مليارات البشر ذوي ملايين الصفات المشتركه فمهما أختلفت مع من أمامك ستجد ما يجمعكم فلا تركز مع الأختلاف وتحافظ علي تلك الوحدة فحتماً هناك أختلافات لا نهائية بين البشر وإلا لما خلقهم الله إذا كان الجميع متشابه في كل شئ. الوحدة شعور قاسي حيث يضعف من يشعر به نفسياً كما انه النواة لأكثر الأفكار سلبيه مثال (لا أحد يهتم بي - انا لا اعني شئ لأحد - ما جدوي حياتي وانا وحدي) وغيرها وأسوء منها قد يتوارد علي الفكر وقتها فلا تترك نفسك له - إلا إذا كنت تحتاجه بشكل مؤقت لإنجاز عمل ما - فنفسك غاليه علي الله الذي نفخ فيها من روحه وكتب حياتها بكل دقه في كتابه وأبدع في خلق التفاصيل الداخليه الدقيقه في جسد ليحتويها. اقدر طبعاً تلك الوحدة الإجبارية الناتجه عن رحيل شخص ما ولا أتكلم عنها فتلك يتولي الله صاحبها المجبر عليها بأصدقاء وأهل تحتويه ونسيان يخفف عنه وهدف جديد يظهر في حياته فينصهر في تحقيقه والأهتمام به ورعايته.



     من الأشياء الغريبة ان لفظ "وحدة" يمكن الإستخدام للتعبير عن شعور الشخص انه وحده وكذلك عن توحد الجميع وكأنهم شخص بينما هم اعداداً تبتدأ مما يجاوز شخص واحد إلي لا نهاية. لذا كلامي لساكني وادي الوحدة، أخرج منه وأخرج من كسلك أوحزنك أو أحباطك أو خوفك فالله لم يخلقنا لنسكن وادي النفس المتقلبه والقلب القلاب بل لنتحاور ونقابل الناس ونتعلم ونحب ونصبح أقوي بعد الجرح أو الخسارة لنزين تلك النفس ونثريها هي والقلب. هناك ملايين البشر بالخارج من يجتمعون معك في بعض الصفات او الأهتمامات أو الذكريات أو الأهل فلا تغلق علي ذاتك بكل جبن أو انانيه أو ضعف فتضيع منك الحياة وتفقد فهمك لجدواها.


عيش




الخميس، 31 يوليو 2014

هش


هشاشة





 الإنسان كائن بالغ الضعف، مغرور ,غبي، يشتد عوده بالزمن ليوهن بعدها بالزمن أيضاً، يسير تيهاً وتعالياً وهو يقضم من مشهيات الدنيا دون تدبر أو نظام ليُمرِض النظام الدقيق المتحقق في معجزة جسده فيتعثر العقل عن العمل بكفاءة رغم قوته ويزدحم مسار سائل الحياة بداخله فتتداعي الأعضاء - المصنوعة بعبقرية - علي مدار الزمن، فيتحقق الضعف البدني ويزداد وهناً وهو الفاقد تحديد مصيره أو معرفة مستقبله أو تأمين رزقه. هو مجرد ساع في الدروب وخالقه هو المتحكم الوحيد في كل تفاصيله العامة والخاصة والشديدة الخصوصية - كدقات قلبه - منذ مولده لوفاته.


لا يتميز الإنسان عن باقي المخلوقات سوى بالعقل وحرية الاختيار، لذا لم تكن الأرض الأرض له علي اتساعها واختلاف تضاريسها وتقلب دواخلها سوى موقع عمل لتدريب وتطوير وتنشيط عقله في تحديات مستمرة استطاع أن يجتاز أغلبها بنجاح فسكن كل البقاع سواءا كانت حارة أو متجمدة، بلغ أعالي الجبال وأنار كهوفها واستكشف أغوار المحيطات وركب البحر والجو بل ووصل الأمر أن غادر الكوكب ونثر في الفضاء من حوله ما يعينه علي تطوير حياته.


ومع كل ذلك يبقى حتى الآن يحارب بشكل مستمر في مجال الأمراض بلا نهاية لأنها تتطور مع تطوره وتهاجمه من كل الزوايا في ملبسه ومأكله ومشربه لتثبت له شيئاً واحداً فقط علي مدى العصور، إنه مهما فاق تطوره وتميزه وبلغ علمه هش.



الأربعاء، 23 يوليو 2014

العالم يغني








    ليست القراءه فقط هي ما للجميع بل ان كل شئ للجميع اذا توفرت البيئه العادلة، فالحريه للجميع والكرامه للجميع والغذاء الصحي للجميع والرعاية والعلاج للجميع والفن للجميع وهذا محور كلامي الأن.






    توقفنا عن الاستمتاع بالفن وتذوقه، اصبح الصخب هو السمه الاساسيه للموسيقي الأن وقليلاً من الموسيقي الهادئه الحزينه لكسر الضجيج او إحداث تنوع في أي البوم لمغني ما، احيي في البدايه جيل الشباب الذي رفض هذا الواقع السخيف وجعل من الأنترنت بمواقعه المختلفه وسيلته لضخ الفن في روحه والإستمتاع بالإستماع للموسيقي ذاتها - شرقيه أوغربيه - بلا توقف، ولكن هناك حلقه مفقوده وهي الأستمتاع بميلاد الموسيقي، ولن يفهم هذا او يشعر به سوي القادرين علي العزف او من شهد حفل قام العازفين بالعزف امامه وليس تشغيل الموسيقي المسجله من السماعات وسمع الطرب وهو منساب كصوت من حنجرة المغني.







 اعرف ان متذوقي الفن من الشباب من يحضرون حفلات الفرق والمغنيين الجدد قد شهدوا هذا واظن الكثير منه استمتع بهذا حين سمع الغناء المباشر والحي لمطرب ما ورأي الة صماء بحركات معينه من انامل مدربه تصدر اصوات ونغمات موسيقيه تتسرب لداخل اجسادهم من المسام لتلامس الروح وتبهجها وتطربها وتجعلها في حاله نشوي ممتعه. أستمع للكبار وهم يحكون عن الحفلات التي ذهبوا إليها في شبابهم وشاهد مدي استمتاعهم حتي من مجرد الذكري، وتذكر انت انبهارك واستمتاعك بالالحان الصعيديه الشهيره من بائع الربابه الجوال الموهوب. وهذا ما حدث ايضاً مع بعض اطفال الشوارع حين سمعوا مطرب شاب مبتدئ "أدهم سليمان" يغني في مهرجان السينما بقصر الثقافه الذي اقيم في شارع 9 بالمعادي، توقفوا ليسمعوه ويستمتعوا بفنه وأحساسه رغم صعوبه كلماته عليهم، فقد كان يغني "لا تصالح" للشاعر أمل دنقل.








    أدري ان هناك فجوة بين الكبار والصغار في تذوق الموسيقي الأن وانهم يروا ان الفن قد انحدر حاله – وأتفق معهم مع احترامي للجميع والمهرجانات الشعبيه اقوي ادلتهم علي ذلك – وانهم بعد معاصرتهم لعبد الوهاب وفريد الاطرش والموجي ومحمد فوزي والقصبجي ومنير مراد وغيرهم الكثير من عظماء الملحنين العرب لا يرونا سوي مجرد حمقي غير قادرين علي التمييز بين الغث والثمين في الموسيقي، وهذا رغم عذرهم فيه إلا أنني لا أتفق معهم به لأن ربما الكثير من الشباب يهوي الموسيقي الصاخبه إلا أن أكثر منهم يقدر الموسيقي والفن الراقي، كما ان من الفئه الأولي من يحب الموسيقي كلها سواء صاخبه او هادئة.






   في وسط طاحونة الحياه اصبحت الموسيقي للكبار مجرد فواصل لتخفيف الضغط اليومي والانقطاع عن التفكير في الهموم او خلفيه اثناء القيام بأي شئ لكسر الصمت او الملل. لم يعودوا يذهبوا لحفلات للأستمتاع بميلاد الموسيقي -السابق شرحه- وترك الموسيقي تنساب ببداية ميلادها في عروقهم دون تأثر بجهاز مسجل او اي اجهزه اليكترونيه لتعطيهم طاقه وسعاده وراحه وقدره علي مواصله الحياه بشكل اكثر نعومه ومرونه وايجابيه وقوه.







   هناك مجموعه من الشباب قاموا بذلك ولن أذكرهم بالأسم او أكتب – كعادتي – لينكات للتوصل لموسيقاهم، بل ستجدون صورهم بين فقرات المقال لأن كل ما أتمناه ان تفعلوا مثلهم، نعم يا سادة أدعو جميع الشباب الموهوبون في العزف والغناء سواء كهوايه او دراسه او عمل ان تقتطعوا من اسبوعكم نصف ساعة دائمه للعزف او الغناء في الشارع مع المارة – بمساعده اصدقائكم لو شعرتم بالخجل من البدايه وحدكم- ونشر الفن الحقيقي والروح الجميله ومساعدة الكبار ذوي الجداول المزدحمه بالمهام والهموم والأفكار السلبيه والتي تمنعهم من الذهاب للحفلات للتمتع بلحظات ميلاد الموسيقي. أبهجوهم وأستمتعوا معهم بالفن وببسماتهم ونظرات عيونهم السعيدة الممتنه.





    لن انكر انكم ستجدون بعض المعوقات سواء من محبي السخريه او كارهي الفن او البهجه او بعض الجهات الأمنية – لأنكم في مكان عام – ولكن لا تيأسوا فالأرض واسعه وبلدنا جميله وأهلها عشاق للفن وإن غاب عن حياتهم اليوميه مؤخراً. وللعلم هناك من سبقوكم علي هذا الطريق فشاهدوهم وأعرفوا تجربتهم لتشجيعكم وتحفيزكم وإرشادكم علي بدايه الطريق وما وقفوا عنده لتستكملوا مسيرة البهجه والفن والموسيقي.







الجمعة، 18 يوليو 2014

من راقب الناس








"من راقب الناس مات هماً" جزء من بيت شعري لشاعر من شعراء العصر العباسي وكان الهدف منه التحفيز للخروج من حاله السلبيه والمشاركه في الحياه بقوه لنيل مكاسبها. ولكن حين طرأت تلك الجمله علي بالي كان بسبب حزني علي الاحوال الحاليه المتدهوره سواء المحليه الداخليه أو العربيه. اري نفسي مهما فعلت عاجزه، ويجب ان اعترف ان عجزي الحالي نابع من خوف واضطراب قبل ان يكون لظروف خارجيه، فأنا أري ان من راغب علي فعل شئ قادر عليه مهما واجه ولدي ادله من محيطي علي ذلك، وذاك هو ما يؤكدلي ان عجزي داخلي، اهتزاز وعدم ثقه في اي شئ. 

وبين تلك الأحوال السيئه والصراع الداخلي اري من لا يبالي لعدم اهتمامه، ومن لا يبالي لأقتناعه بالعكس، ومن لا يبالي لأنشغاله بمشاكله وبلواه الشخصيه، ومن لا يبالي لأسباب أخري، فأزداد حزناً مما اري، وأزداد خرساً وأمتناعاً عن التعبير قدرما أستطيع لعدم جدوي الكلام أمام فداحه ما يحدث.

وقبلما أكتب تلك الكلمات التي كانت مجرد رأي اصغر من هذا المقال سقطت عيناي علي جزء من التاريخ لأرض بعيده عنا وشديده الهدوء والنجاح الأن، كان هذا الجزء مظلم ممتلئ بالجهل والغرور والتعصب والطمع واللانسانيه والكثير من الدماء، كنت اقرأ عن تاريخ أمرآه ولكن فضولي جعلني اقرأ أكثر فأحيط بحياة أسره كبيرة تعبر عن مرحله متأزمه في التاريخ. كانت قراءتي عن الشخصيات ولكنهم كانوا يسلمونني لبعض لتظهر الخيوط التي تربط بينهم وكلها خيوط واهيه تعتمد علي المصلحة.


لا أدري أرتباط هذا الموضوع بكربي الأول ولكنه جعلني ازيد علي المقوله 



من راقب الناس مات هماً وضحكاً من فساد البشرية



ملك الأزمات

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

جعلوني وحشاً


جعلوني وحشاً




" كيف تحارب الوحوش بدون أن تتحول إلي وحش ؟ " سؤال الفيلسوف نيتشه والذي أثار كثير من المفكرين والمثقفين من بعده، تقوم الكليات العسكريه والشرطه بمعامله طلابها بشكل عنيف مبالغ فيه لتخريج وحوش قادرون علي السيطره علي غابه المجرمين والبلطجيه واللصوص في الشوارع بلا اي انسانيه تذكر. قال لي ضابط قديماً كيف يمكن ان ابقي انساناً ذو حس وكل من يقابلونني يومياً من قتل امه ومن سرق جاره ومن اعتدي علي زوجته او اغتصب الفتيات. وأجد في كلامه بعض المنطق ولكني كذلك ارفض تحوله لوحش، في الدول المتقدمه هناك سجون وهناك شرطه وهناك مجرمون ولكن رغم وجود الثلاث القانون والعدل والإنسانيه هم الحاكم، الانسانيه والعدل في الحياه لا تدفع بمواطنيها للتحول لمجرمين، والقانون لا يدفع حراس الأمن بالتحول لوحوش لمواجهه المجرمين والسيطره عليهم وفرض هدوء مزيف يتأكل بمرور الوقت.

 المنظومه بالكامل فسدت هنا منذ عده عقود فأصبحت الحياه في الاراضي العربيه عنيفه ومقيته تدفع الانسان لإخراج أسوء ما به ليتمكن من الحصول علي حقوقه الأساسيه، وحين يصبح ذو قوه توفر له تلك الحقوق يكون ضميره ونفسه وأخلاقه قد فسدوا فيتحول لمجرم يتجني علي حقوق من حوله، ويصبح علي العناصر الأمنيه بكبح جماحه بتحولهم لوحوش اكثر ضراوه تردعه او تحبسه. وقتها فقط لا يصبح في مقدور الضعفاء اي شئ لأنهم سقطوا بين دوله لا تعدل فتوأد أبنائها او تجعلهم يتقاتلون ومجرم يسلب حقوقهم ويقتات علي ضعفهم وحارس امن لا يأمنهم بل يتحول لوحش بمرور الزمن. الحل بسيط وحازم ولكن للأسف في يد من يملك الإداره لتحقيقه – إن رغب – وهو "العدل- القانون- الإنسانيه" .

الاثنين، 7 يوليو 2014

كم عمرك ؟






كم عمرك ؟ لا تقل رقم يعتمد علي يوم ميلادك في الحياة لأن ذلك – مع أحترامي- ليس سوي جهل بعمرك الحقيقي. أنت إنسان والإنسانية بدأت منذ ميلاد آدم، فلا تقلل من شأنها وشأنك برقم صغير لم يعد يتعدي في عصرنا الحالي قرن رغم ان عمر البشريه يتعدي الاف القرون. أري علامات الحيرة تتساقط من ملامحك، لذا دعني أوضح أكثر، هناك اعتقاد اسيوي ان الانسان حين يتوفي تنطلق روحه هائمه وتسكن كيان أخر جماد كان او انسان او حيوان ثم تبدأ تلك الروح تكتشف الوضع الذي اصبحت عليه وامكانياتها وقد تراودها بعض الذكريات من حياتها السابقه. اعلم ان تلك الفكره تتعارض مع معتقداتنا وديننا وثوابتنا ولكني وضعتها فقط لأقرب لك مقصدي الأتي وهو أننا نعيش لعنه سيزيف دون وعي مننا – ولا أعمم حتي لا أظلم من نجا بمجهوده – فنحن كبشر نضع الحجر علي ظهرنا لنصعد به فوق الجبل ونلقيه لننزل ونحمله مجدداً للأعلي. هذا نحن او انت ايها الأنسان، تسعي لتطور نفسك ومهاراتك وفقاً لما يتطلبه او تحتاجه للتعامل مع مفردات عصرك الحالي فتكتشف نفسك وما حولك بالتجربه التي تستهلك عمرك لتموت بعدها ويأتي من بعدك ليعيد الكره بلا ملل او وعي انه يكرر فقط.

تسألني .. إذا ماذا أفعل ؟ أأهمل التمعن في نفسي ومن حولي وأعيش سطحي ؟ لا يا أخي الإنسان كل ما أطلبه منك ان تقرأ كتيب الإرشادات ولا تكن متعجل فتوفر وقت قرائتك للكتيب لتهدره في محاوله إصلاح ما أفسدته بدون علم أو التمعن في التفكير لفهم ما أمامك رغم وجود دليله لديك. نعم عزيزي الإنسان لدينا الدلائل والكتيبات الإرشاديه كلها في الكتب أولها الكتب السماويه التي تفك أحجيه الأنسان والحياه لقرائها المتأنيين المتفحصين ومتسعي الفكر والروح، ثم كتب العلوم بشتي أشكالها، أتظن من سبقوك أهدروا أعمارهم في التدوين للا شئ ؟ انهم يهدوك أعمارهم وخلاصه تجاربهم ومعرفتهم لتبدأ من بعدها ليس لتبدأ من البدايه كأنهم لم يصلوا لشئ، يعطوك المطرقه التي ستكسر بها الحجر الذي علي ظهرك لتبني بيتاً ومصنع تستثمر فيه إنسانيتك بدلاً من إهدارها في الصعود للجبل والتفكير في جدوي حياه بهذا الشكل السقيم، أقرأ لتكسب أعماراً علي عمرك الذي مهما طال لن يتيح لك أن تتعلم وتجرب كل شئ بنفسك. أعرف عمرك الحقيقي بعمر الإنسانيه ومجمل تطورك وإنتاجك بتطور البشريه وليس بنشاطك الفردي وأبدأ من بعدها ولا تكن مثل ملوك الفراعنه وحكامنا المصريون المعاصرون الذين كلما مات منهم شخص اتي من بعده ليهيل التراب علي ذكراه ويمجد في نفسه فقط ليأتي الذي يليه ليمحوه ويُقتل تطور الإنسانيه في هذه البقعه من الأرض في مهدها.


يا انسان العصر .. يا سيد هذا الكون .. عمرك بلغ مليون .. وأمجادك تفوق الحصر






السبت، 5 يوليو 2014

حوار سياسي مع النفس


حوار سياسي مع النفس



- لا تحدثني بهذا الشأن.
- لماذا ؟
- لا أبالي.
- لا تبالي بأمر بلدك !؟
- الأحوال من سئ إلي أسوء.
- وهذا مبررك للسلبيه ؟
- ليست سلبية، كنت يوماً مهتم وأشارك.
- ثم ؟
- ثم أفسدوا الأمر وأهدروا الدماء واضاعوا كل شئ وعادوا إلي أسوء ما كانوا.
- لا تحدثني عن وضع عام، انا أحدثك عنك.
- هذا ما جعلني اصمت ولا أبالي.
- وهل أفادك هذا الوضع ؟
- لا، ولم يفيدني عكسه ايضاً.
- هذا لأنك محدود الافق.
- عفواً ؟
- لا أهينك انا بل اقول انك لا تري الصوره كامله لا أكثر.
- وكيف أراها كامله ؟
- لن تراها كامله أبداً
- وكيف لكلامك هذا ان يحفزني ؟
- أنا أصارحك بالحقيقه ليس إلا ولست مدرب تنميه بشريه لأحفزك، من يملك الرؤيه الكامله هو من يطلع علي كل البلاد بكل افرادها بماضيهم ومستقبلهم.
- اي الله.
- نعم.
- اذا تسليمي له طبيعي وهو وحده من يصلح الأمور لمعرفته بالصوره الكامله والخفايا.
- التسليم نعم ولكن ليس الاستسلام.
- بمعني ؟
- قم بما عليك وسلم انه لا يضيع جهد احد او دم احد مهما طال الأمر، وأصبر لتشاهد بعدها نتيجه مجهودك.
- واثق ؟
- تمام الثقه.
- إذا لنصبر ولي حوار معك مجدداً.
- فاليكن.

الأربعاء، 4 يونيو 2014

مع سبق الإصرار





     احيانا نتجاهل بعض الأشياء عمداً، كثيراً ما ندفع أنفسنا مع سبق الأصرار لنسيان أشياء بتعمد تجاهل التفكير بها كلما لاح أمرها لذاكرتنا وذلك ليس سوي رفقاً بأرواحنا الهشه التي تسكن أجساد متداعيه ذات عمر أفتراضي قابل للنفاذ.


     الأرض التي لا نشعر بالأمان إلا واقدامنا تحضنها تمور وتتلظي بالنيران في أعماقها، الإنسانية التي نتشبث بها لحياة أفضل واهيه ضعيفه لا تستطيع ان تمنع الرغبات المحتدمه المهلكة كالأنتقام، الميل للعنف، الغيرة، الحقد، الطمع وغيرها. لذا نأخذ شهيق عميق ونتذكر ان فوق تلك النيران المتأججه في باطن الأرض والصاهرة لأقوي المعادن حياة بها الانهار تتمايل بإنسيابيه رقيقه والطيور تغرد والحشرات تطن والنسمات تتهادي والكون يغني رغماً عن كل شئ. وفوق كل ذلك إله قدير عظيم رحيم أستطاع ان يخلق كل شئ وينسق بينهم ليجمع التضاد في هيئه تحقق الحياة.



     لذا كن رؤوفاً بروحك بالغة الصغر والدقة في هذا الكون الضخم وأعرف غايتها وحققه دون ان تكلفها بما لا تستطعه من الهم والحزن لشتي الكوارث في الكون. وتذكر دوماً إن بها ما يكفيها وقد يبليها من الفكر فأغتنم لحظات عمرها بالحياة لتحقق الغاية من وجودها وتستمتع بإنسانيتك في مجتمع يعج بأشخاص نسيوا إنسانيتهم او غاية وجودهم في لهاث خلف رفاهية لا تحقق بعد تحققها سوي سقم البدن او الفكر أو الروح.





السبت، 31 مايو 2014

بين كفى الرحى


بين كفى الرحى




بين الديكتاتورية والفوضى ؟ يجبرنا النظام الحالى وما سبقه على تقبل وجوده بشروطه أو التأقلم مع الفوضى فى شتى نواحى الحياة، ثم يلقون بطوق النجاة للمتذمرين أو الضعفاء أو البسطاء وهو " الاستقرار " فتلمع الكلمة في الاذهان ويجتهد البسطاء لتحقيقها فيرسم النظام وقتها بقلمه تفاصيلها وتفاصيل وجوده وتأمينه كما يشاء .


لقد كان بليغا مبارك حين قال " انا أو الفوضى " ليصبح هو طوق النجاة الوحيد، فيتخلى الكثير عن رغبته خوفا من تلك الفوضى . لنكن صادقون، الفوضى كانت متواجدة قبل رحيله ولكن بشكل أقل ومعتم عليه جزئيا، ومتعمد لضمان البقاء رغما عن الجميع .



لن اقول الامر كان ديكتاتورى بحت بل سأقول كان معتمد على " المصلحة " ايا كانت اين او مع من وليحترق البسطاء اللينون، الساخطون حتى يبتسم فى وجههم اى مسئول بالتلويح بأقل شى قد يخفف من مأسيهم ولا يقلل الا فتات من ارباحه، التى يحصل عليها بوجوده مسئول عمن لا يفيدهم بوجوده ويفيدونه لتوليه امرهم .


الأحد، 25 مايو 2014

إنشاد في الهوسابير


إنشاد في الهوسابير




      تم دعوتي يوم الاثنين 23/12/2013 لحضور المؤتمر الأول لـنقابة الإنشاد الديني للإعلان وتدشين مهرجانًا للإنشاد الديني ، في الفترة من 16 يناير إلى 23 يناير بمسرح الهوسابير. العديد من المواقع الإخباريه  كتبت مجرد خبرعن الحدث مثل المصري اليوم والأهرام و اليوم السابع وغيرهم. لا أذكر الجهة التي قامت بدعوتي ولكن أسرني الأمر بشدة، ورغبت ان اكتب عن تفاصيل الحدث من الداخل كما رأيت وعشت يوماً مميزاً وقتها. أحب الإنشاد رغم عدم قيامي بحضور حفلاتهم مؤخراً، أسمع  الكثير من الأناشيد الصوفية المنتشرة على موقع ساوند كلاود وحضرت مرة حفلة لبعض المنشدين في الغورية وكم تمتعت 
يومها.

استفسرت عن سبب دعوتي فقالوا أن الحدث أول مرة يقام في مصر ودعوا العديد من الأفراد والجهات الإعلامية والثقافية للدعاية عنه وأن وزير الثقافة محمد صابر عرب دُعيّ للحضور كذلك (ولم يحضر) .

من النقاشات المتناثرة بين المنشدين في حجرة الانتظار قبل المؤتمر كان يتحدثون عن ضعف التواصل بين النقابة والمنشدين وأن أخر اجتماع تم كان منذ 4 أعوام ولا يدرون هل سيكون نفس الأعضاء متواجدون للاجتماع القادم أم لا ويودون النقاش في تلك الأمور اليوم.

وجدت أن اللكنة الصعيدية اللينة جذبتني كثيراً في حوارهم، وعرفت أن الشيخ محمود ياسين التهامي - هو شاب في ثلاثينه ينشد هو وأخيه أحمد ياسين، عن أب منشد "الشيخ ياسين التهامي" - سعى 4 أعوام لإقامة تلك النقابة وهو النقيب الحالي ، ولا يسعى للتجديد في منصب النقيب لكثرة مشاغله. وأستمراراً لجلسه لم الشمل قبل المؤتمر ظل عدد المنشدين يتزايد، بعضهم يرتدي البذلة بينما غيرهم يحافظون على زيهم الأزهري التقليدي الفضفاض والمريح إلى النفس وينادوا بعضهم بعض بلفظ "مولانا".

كعادة كل اجتماع عام في مصر كان الموعد في الخامسة والنصف فلم يتوافد الناس بكثافة قبل السادسة، كانت غرفة الانتظار فسيحة بها عدة أرائك والكثير من الكراسي. وقبل السابعة ازدحمت أطرافها بالجالسين من المنشدين والحاضرون وزاد الأصوات المتفرقة المتنوعة بين أحاديث بين كل مجموعة وإنشاد خافت للبعض مع رفقاءه وفي أقصى الغرفة قرآن لصلاة البعض. وفي السابعة دخلنا للمسرح حيث كان المسئول عن الصوت في عالم آخر مع أغاني عمرو دياب القديمة ولكن بعد دقائق انتبه فأغلقها ومعظم مبتسمين في بهجه لهذا الموقف الطريف.

سأقص ما حدث هنا بعيداً عن أعين الإعلام السطحي الموازي بترحيب فقط من الكثير المهتمين. جلس على المنصة كلا من الشيخ فتحي عبد الرحمن ووكيل النقابة الشيخ منتصر وأمين النقابة أحمد سعيد عمران وأخرهم من صعد كان النقيب محمود ياسين التهامي بعد امتناع وافتتح الكلام بالفاتحة على أرواح أمواتنا.

المؤتمر كان لأفتتاح وتدشين نقابة الإنشاد الديني التي تم إشهارها رسمياً للحفاظ على هذا الفن القائم على حب الرسول وأسرته وتلك النقابة هي الأولى في مصر والعالم العربي بهذا الشأن. ومقرها الحالي ساحة عمل الشيخ عمران بالدرّاسة بالحسين مؤقتاً. ونقابة عمالية مستقلة ثم مهنية بعد موافقة مجلس الشعب القادم وهي لمدح النبي ولا ميول سياسية أو دنيوية أو سيادية أو رقابية وهي للجميع كخطوط خلفية يجتمع عليها كل الأفراد بكل الأديان ومفتوحة أيضاً للأقباط الراغبين. ومن شروط المنشد أن يكون موحد بالله ومؤمن بأديانه وعاملاً بالدين وروحانياً ومحمدياً ووسطياً.

الشيوخ اتسموا بالبشاشة والود مع بعضهم لبعض ومع الجميع بلا استثناء.  وبدأ المؤتمر بترتيل قرآني بديع للشيخ فتحي عبد الرحمن ألهب النفوس براحة جميلة، ثم تكلم نقيب المنشدين الشيخ ياسين وقال أن الإنشاد الديني في مدح الرسول يسعى لنشر القيم والتسامح والأخلاق ويحفظ الهوية العربية والشرقية، وقال أن النقابة هدفها هو السعي لتخفيف حدة العنف والمادية المتفشية في مجتمعنا مؤخراً مع دعم الأخلاق الإسلامية والحفاظ على الهوية المصرية. وقال الوكيل إن أجر المبتهل في إذاعة القرآن الكريم بالإذاعة المصرية 80 جنيه حتى الآن والنقابة تسعي لحفظ ماء وجه المنشدين والحفاظ على هذا المجال من الاندثار. وقال المنشد علي الهلباوي ان إقامة نقابة للمنشدين لطالما كانت حلم والده الشيخ الهلباوي.


كان الشيوخ سعداء لعدد الحضور والتغطية الإعلامية لهذا المهرجان الذي يهتم بالمدارس الإنشادية المصرية أولاً ثم العربية والعالمية مستقبلاً ولا يفرق بين الأشخاص مهما تنوعت أفكارهم أو منشأهم. وأصغر عضو في مجلس إدارة النقابة المنشد مصطفى عاطف عشرون عاماً وتلميذ الشيخ محمود التهامي الذي شكر كثيراً في أساتذته الشيوخ الذين ساعدوه وتقبلوا وجوده مع سنه الصغيرة وسطهم، وأنه لاحظ أن الإنشاد الديني يستقطب مؤخراً صغار السن من 13.

المنشدين متطوعون بالإنشاد مجاناً في المهرجان لصندوق النقابة وذلك أيضاً لكي يعرفوا المستمعين تنوع المدارس المصرية في الإنشاد الديني وأقسامها المتنوعة بنظام زهرة من كل بستان. التذاكر تختلف أسعارها من سهرة لأخرى وكل سهرة تحتوي عدة منشدين مختلفين من مدارس مختلفة والمهرجان كله يحتوي 44 منشد. ويوجد كتاب مصاحب للمهرجان للتعريف بالإنشاد الديني فناً وسلوكاً. ويتكرر المهرجان في المولد وبداية العام الهجري ورمضان وموسم الحج وغيرها مصرياً أولاً ثم عربياً وأفريقياً وعالمياً.

تكلم ياسر طالب من جمعية الحفاظ على التراث الفني للحفاظ على فن السيد درويش وغيره قائلاً ان من مجالات النقابة دعم براعم المنشدين وتثقيفهم ثم تدريبهم على يد الشيخ طه السكندري والنقابة لا تقصى أحد وغير مكلفة بالرقابة على المجال من المدعين فالرقابة أخلاقية والجمهور هو خير من يفرق بين الغث والثمين. وسيكون هناك تواصل مع وزارة الأوقاف لتعليم المؤذنين المقامات الموسيقية واختبارهم واختبار نداوه الصوت حتى يصبح الأذان مشجع غير منفر.

قررت بعد عودتي البحث أكثر عن النقابة لأدعم مقالي بكل ما قد يفيد المهتمين. وبالصدفة مررت على مقر اتحاد الكشافة والمرشدين ولهم عندي زيارة خاصة مستقبلاً.

ملحوظة : الروابط المرفقة مرتبطة بمعلومات وأخبار هذا المهرجان.
  
تفاصيل أكثر عن ملخص المناقشات لمن يهتم تجدها هنا