السبت، 29 نوفمبر 2014

أزمة صحية






تستمر المهازل الصحيه في المستشفيات الحكومية بدولتنا المصونه، يموت الناس بفضل الناس سواء اهمال او جهل او فساد او لا إنسانية، والأمر لا يحتاج ان اسرد قصص حقيقيه فنحن القصص ونحن المكربون ونحن من نعاني كلما الم بجسدنا الم وكل ما حولنا من طعام وماء وهواء وغيره مسببات كل الم.

لذا فالنضحك علي همنا ما دام لا حل له ولا فائده من البكاء

































































الخميس، 20 نوفمبر 2014

ضريبه باهظة


ضريبه باهظة




كانت بساطتها وجهلها وحسنها البازغ سبباً لزواجٍ مبكرٍ من رجلٍ حِرفيٍّ بسيطٍ يحمل بين طياته الطيبة واللؤم والكسل بنسب تتفاوت وتتبدل مع كل موقف يقابله، وبعد أعوام قليلة من زواجها وجدت في مسئوليتها أربعة أطفال، ولضيق رزق زوجها وقلة حركته، كان عليها - بجانب مهامها الرئيسية في الاهتمام بأساسيات بيتها- أن تدير شئون العيش بحِنْكةٍ وحكمةٍ اقتصاديةٍ لم تعرف لها سبيلاً فحارت، ولحسنها الرائع دلتها رفيقة على أن تخفي هذا الجمال ليبارك لها خالقها في أسرتها، فقبلت مرحبة، واتجهت لله رغبةً في أن يدلها ويساعدها علي مهام بيتها المتزايدة.

 فنبه ذلك زوجها إلى أن زوجته تتغير، فحاول في البداية أن يعيدها إليه وفشل، بينما هي مُنكَبَّةٌ علي الكتب الدينية، فعرِفَت من تلك الكتبِ قيمةَ نفسِها، ثم وسعت دائرة قراءتها لتحوي كل ما تقع عليه عيناها من كتب، وزادت ثقافتها، وتبينت مدى ضحالة فكر زوجها فحاولت أن تعاونه على أن ينضم إليها في سعيها الجديد نحو تطويرأسرتهم ثقافياً، ولكنه رفض وشعر بالفجوة تزداد بينه وبين زوجته التي كانت – في عينيه يوماً- مجرد امرأة جميلةٍ بسيطةٍ هادئةٍ، وكان مبلغ آماله الذي حققه بالفعل هو أن ينشيء أسرتهم وأن يسعى قدر استطاعته نحو توفير متطلباتهم، فبدأ في البحث مجدداً عن أخرى تناسبه بينما تسعى زوجته لإكمال مسارها التعليمي الذي توقف من عقدين وبضع سنوات، فشتت شتاتُهم الأبناءَ الذين كبروا ودنا نصفهم من فتره المراهقة وحدهم، رغم وجود والديهم جوارهم.

 ورغم كل هذا التفتت، حاولت هي أن تحافظ علي الكيان الأسري ولكنه لم يساعدها، وبدأ في محاربتها، فما هي عليه من ثقافة وتدين وذكاء وطاقة ليس سيئاً ولكنه غير مناسبٍ له، ولم يكن أبداً ما سعى هو إليه أو يستطيع أن يسعى إليه، بل هو يختلف تماماً عن زوجته وأم أولاده التي يعرفها.

لم يحدد مشاعره نحوها، وأصبح وجودها عليه عبءٌ نفسيٌّ لا يقدر على تحمله، بل ويثير غضبه وأعصابه طيلة الوقت، ويفتت بيتهم الهادئ ويحيلُه إلى بؤرة نزاع ومشاجرات وضجيج لا يحتمل، لاسيما حين تسجنهم الجدران معاً في الليل، فكان الانفصال - دون طلاق - خيراً لأبنائهم من ذلك التوتر الذي لا يناسب دراستهم وامتحاناتهم، وهامت هي تبحث عن مأوىً وعملٍ يقبلانها بعد أن تجاوزت أربعينها، وهي التي لم تكمل دراستها بعد وليس لديها شيء من الخبرة يعينها، كل خبرتها في الحياة هي كيف تدير بيتها.

ولم يسعده هذا التمرد الذي قد يغري أبناؤه بالتمرد عليه، فعزم على أن يفسد عليها كل مجهوداتها وأن يغلق في وجهها جميع الأبواب فتعود لرعاية بيتها في سكون، ولا تهتز صورة الأب في عيون الأبناء فيطيعونه كما يجب عليهم يفعلوا. ولم ينتج عن ذلك سوى أن تطور ما بينهما من وضع الانفصال إلى الطلاق. سيمنعها القانون عن أبنائها الذين قد تجاوزوا سن الحضانة منذ زمن، فيظل جميعهم معه فقط إن رغبوا في ذلك.

وأصبح الأب كجني المصباح الذي يحقق لهم جميع أمنياتهم مهما تجاوزت إمكانياته، ولأنهم قد عانوا كثيراً من ضيق الحال ولأن الحال قد تغير أخيراً، فقد فضلوا البقاء مع من سيأتيهم بكل ما يرغبون ويعطيهم حتى الرفاهية التي لم يكونوا يتصوروا يوما أن ينالوها .. لكن الفتاة الكبرى كانت تشعر بآلام أمها وتذكر سوء معاملة الأب لها فتعاطفت معها واستجابت لسعي الأم لأن تبقى بقربها، فرحلت معها وودعت إخوتها وداعاً لا رجعةَ فيه.