السبت، 31 مايو 2014

بين كفى الرحى


بين كفى الرحى




بين الديكتاتورية والفوضى ؟ يجبرنا النظام الحالى وما سبقه على تقبل وجوده بشروطه أو التأقلم مع الفوضى فى شتى نواحى الحياة، ثم يلقون بطوق النجاة للمتذمرين أو الضعفاء أو البسطاء وهو " الاستقرار " فتلمع الكلمة في الاذهان ويجتهد البسطاء لتحقيقها فيرسم النظام وقتها بقلمه تفاصيلها وتفاصيل وجوده وتأمينه كما يشاء .


لقد كان بليغا مبارك حين قال " انا أو الفوضى " ليصبح هو طوق النجاة الوحيد، فيتخلى الكثير عن رغبته خوفا من تلك الفوضى . لنكن صادقون، الفوضى كانت متواجدة قبل رحيله ولكن بشكل أقل ومعتم عليه جزئيا، ومتعمد لضمان البقاء رغما عن الجميع .



لن اقول الامر كان ديكتاتورى بحت بل سأقول كان معتمد على " المصلحة " ايا كانت اين او مع من وليحترق البسطاء اللينون، الساخطون حتى يبتسم فى وجههم اى مسئول بالتلويح بأقل شى قد يخفف من مأسيهم ولا يقلل الا فتات من ارباحه، التى يحصل عليها بوجوده مسئول عمن لا يفيدهم بوجوده ويفيدونه لتوليه امرهم .


الأحد، 25 مايو 2014

إنشاد في الهوسابير


إنشاد في الهوسابير




      تم دعوتي يوم الاثنين 23/12/2013 لحضور المؤتمر الأول لـنقابة الإنشاد الديني للإعلان وتدشين مهرجانًا للإنشاد الديني ، في الفترة من 16 يناير إلى 23 يناير بمسرح الهوسابير. العديد من المواقع الإخباريه  كتبت مجرد خبرعن الحدث مثل المصري اليوم والأهرام و اليوم السابع وغيرهم. لا أذكر الجهة التي قامت بدعوتي ولكن أسرني الأمر بشدة، ورغبت ان اكتب عن تفاصيل الحدث من الداخل كما رأيت وعشت يوماً مميزاً وقتها. أحب الإنشاد رغم عدم قيامي بحضور حفلاتهم مؤخراً، أسمع  الكثير من الأناشيد الصوفية المنتشرة على موقع ساوند كلاود وحضرت مرة حفلة لبعض المنشدين في الغورية وكم تمتعت 
يومها.

استفسرت عن سبب دعوتي فقالوا أن الحدث أول مرة يقام في مصر ودعوا العديد من الأفراد والجهات الإعلامية والثقافية للدعاية عنه وأن وزير الثقافة محمد صابر عرب دُعيّ للحضور كذلك (ولم يحضر) .

من النقاشات المتناثرة بين المنشدين في حجرة الانتظار قبل المؤتمر كان يتحدثون عن ضعف التواصل بين النقابة والمنشدين وأن أخر اجتماع تم كان منذ 4 أعوام ولا يدرون هل سيكون نفس الأعضاء متواجدون للاجتماع القادم أم لا ويودون النقاش في تلك الأمور اليوم.

وجدت أن اللكنة الصعيدية اللينة جذبتني كثيراً في حوارهم، وعرفت أن الشيخ محمود ياسين التهامي - هو شاب في ثلاثينه ينشد هو وأخيه أحمد ياسين، عن أب منشد "الشيخ ياسين التهامي" - سعى 4 أعوام لإقامة تلك النقابة وهو النقيب الحالي ، ولا يسعى للتجديد في منصب النقيب لكثرة مشاغله. وأستمراراً لجلسه لم الشمل قبل المؤتمر ظل عدد المنشدين يتزايد، بعضهم يرتدي البذلة بينما غيرهم يحافظون على زيهم الأزهري التقليدي الفضفاض والمريح إلى النفس وينادوا بعضهم بعض بلفظ "مولانا".

كعادة كل اجتماع عام في مصر كان الموعد في الخامسة والنصف فلم يتوافد الناس بكثافة قبل السادسة، كانت غرفة الانتظار فسيحة بها عدة أرائك والكثير من الكراسي. وقبل السابعة ازدحمت أطرافها بالجالسين من المنشدين والحاضرون وزاد الأصوات المتفرقة المتنوعة بين أحاديث بين كل مجموعة وإنشاد خافت للبعض مع رفقاءه وفي أقصى الغرفة قرآن لصلاة البعض. وفي السابعة دخلنا للمسرح حيث كان المسئول عن الصوت في عالم آخر مع أغاني عمرو دياب القديمة ولكن بعد دقائق انتبه فأغلقها ومعظم مبتسمين في بهجه لهذا الموقف الطريف.

سأقص ما حدث هنا بعيداً عن أعين الإعلام السطحي الموازي بترحيب فقط من الكثير المهتمين. جلس على المنصة كلا من الشيخ فتحي عبد الرحمن ووكيل النقابة الشيخ منتصر وأمين النقابة أحمد سعيد عمران وأخرهم من صعد كان النقيب محمود ياسين التهامي بعد امتناع وافتتح الكلام بالفاتحة على أرواح أمواتنا.

المؤتمر كان لأفتتاح وتدشين نقابة الإنشاد الديني التي تم إشهارها رسمياً للحفاظ على هذا الفن القائم على حب الرسول وأسرته وتلك النقابة هي الأولى في مصر والعالم العربي بهذا الشأن. ومقرها الحالي ساحة عمل الشيخ عمران بالدرّاسة بالحسين مؤقتاً. ونقابة عمالية مستقلة ثم مهنية بعد موافقة مجلس الشعب القادم وهي لمدح النبي ولا ميول سياسية أو دنيوية أو سيادية أو رقابية وهي للجميع كخطوط خلفية يجتمع عليها كل الأفراد بكل الأديان ومفتوحة أيضاً للأقباط الراغبين. ومن شروط المنشد أن يكون موحد بالله ومؤمن بأديانه وعاملاً بالدين وروحانياً ومحمدياً ووسطياً.

الشيوخ اتسموا بالبشاشة والود مع بعضهم لبعض ومع الجميع بلا استثناء.  وبدأ المؤتمر بترتيل قرآني بديع للشيخ فتحي عبد الرحمن ألهب النفوس براحة جميلة، ثم تكلم نقيب المنشدين الشيخ ياسين وقال أن الإنشاد الديني في مدح الرسول يسعى لنشر القيم والتسامح والأخلاق ويحفظ الهوية العربية والشرقية، وقال أن النقابة هدفها هو السعي لتخفيف حدة العنف والمادية المتفشية في مجتمعنا مؤخراً مع دعم الأخلاق الإسلامية والحفاظ على الهوية المصرية. وقال الوكيل إن أجر المبتهل في إذاعة القرآن الكريم بالإذاعة المصرية 80 جنيه حتى الآن والنقابة تسعي لحفظ ماء وجه المنشدين والحفاظ على هذا المجال من الاندثار. وقال المنشد علي الهلباوي ان إقامة نقابة للمنشدين لطالما كانت حلم والده الشيخ الهلباوي.


كان الشيوخ سعداء لعدد الحضور والتغطية الإعلامية لهذا المهرجان الذي يهتم بالمدارس الإنشادية المصرية أولاً ثم العربية والعالمية مستقبلاً ولا يفرق بين الأشخاص مهما تنوعت أفكارهم أو منشأهم. وأصغر عضو في مجلس إدارة النقابة المنشد مصطفى عاطف عشرون عاماً وتلميذ الشيخ محمود التهامي الذي شكر كثيراً في أساتذته الشيوخ الذين ساعدوه وتقبلوا وجوده مع سنه الصغيرة وسطهم، وأنه لاحظ أن الإنشاد الديني يستقطب مؤخراً صغار السن من 13.

المنشدين متطوعون بالإنشاد مجاناً في المهرجان لصندوق النقابة وذلك أيضاً لكي يعرفوا المستمعين تنوع المدارس المصرية في الإنشاد الديني وأقسامها المتنوعة بنظام زهرة من كل بستان. التذاكر تختلف أسعارها من سهرة لأخرى وكل سهرة تحتوي عدة منشدين مختلفين من مدارس مختلفة والمهرجان كله يحتوي 44 منشد. ويوجد كتاب مصاحب للمهرجان للتعريف بالإنشاد الديني فناً وسلوكاً. ويتكرر المهرجان في المولد وبداية العام الهجري ورمضان وموسم الحج وغيرها مصرياً أولاً ثم عربياً وأفريقياً وعالمياً.

تكلم ياسر طالب من جمعية الحفاظ على التراث الفني للحفاظ على فن السيد درويش وغيره قائلاً ان من مجالات النقابة دعم براعم المنشدين وتثقيفهم ثم تدريبهم على يد الشيخ طه السكندري والنقابة لا تقصى أحد وغير مكلفة بالرقابة على المجال من المدعين فالرقابة أخلاقية والجمهور هو خير من يفرق بين الغث والثمين. وسيكون هناك تواصل مع وزارة الأوقاف لتعليم المؤذنين المقامات الموسيقية واختبارهم واختبار نداوه الصوت حتى يصبح الأذان مشجع غير منفر.

قررت بعد عودتي البحث أكثر عن النقابة لأدعم مقالي بكل ما قد يفيد المهتمين. وبالصدفة مررت على مقر اتحاد الكشافة والمرشدين ولهم عندي زيارة خاصة مستقبلاً.

ملحوظة : الروابط المرفقة مرتبطة بمعلومات وأخبار هذا المهرجان.
  
تفاصيل أكثر عن ملخص المناقشات لمن يهتم تجدها هنا


الأربعاء، 21 مايو 2014

للخلف در






للخلف در أو إرتداد أو كما أشتهر مؤخراً "نوستالجيا".  ما دعاني لكتابه هذا المقال هو رؤيتي لأعلانين علي قناة سي بي سي الأول عن برنامج صاحبة السعادة وتذيعه الفنانة إسعاد يونس وفيه تستضيف وتحاور فناني وأبطال فتره التسعينات والثمانينات وهدفه البحث عن الهوية المصرية من خلال تحليل الواقع والعودة الي ما كان يحدث في الماضي بشكل يجمع بين الجدية وخفة الظل. بينما الإعلان الثاني كان عن برنامج أجمل سنين عمرنا وفكرته القيام برحلة إلى الماضي لنسترجع أهم محطاته بقالب ترفيهي. وقبلهم بفترة ظهر برنامج علي Youtube تحت اسم "كوكتيلز" بدأ بتلك الفكرة ولم يكملها بعد، والمذيع باسم يوسف كثيراً ما كان يدمج بعض التراث الحديث في برنامجه النقدي الساخر ، أما الممثل أحمد مكي فأفلامه ومسلسله "الكبير" مشبعين بالإسقاط التاريخي الفكاهي هذا. ربما لم تستقطب النوستالجيا مواليد ما بعد التسعينات ولكنها صنعت جمهور ضخم من الشباب والكبار الذي أعجبهم هذا وإن رغبوا ان يتعمق الغوص أكثر وفقاً لأعمارهم.


ستذهل حين تري كمية محبين النوستالجيا وصُناعه خاصة علي موقع Youtube وSoundcloud. هذا بالطبع غير محطتي الراديو علي الأنترنت المتخصصتان في هذا النوع من الأغاني والبرامج راديو تسعينات وراديو نوستالجيا وهذا ما نمي إلي علمي ولا أظنه نهائي أو دقيق فأظن ان هناك الكثير غيرهم تحت عناوين مختلفه مثل "زمن الفن الجميل" وغيرها من العناوين.







هل تظن ان كل هذا من باب الحنين فقط أو الأصالة أو الفخر بالماضي ؟! يؤسفني ان أخبرك انه ربما هذا صحيح ولكن جزئياً وبنسبة قليلة والأجابة الأصح هي التعريف الذي أقتبسته لدقته وصحته من أحد الصفحات التي تحمل اسم الظاهرة تلك وهي

"النوستالجيا هي مؤشر فشل الحاضر على إسعادنا"

المصطلح يستخدم لوصف الحنين إلي الماضي، وأصل الكلمة يرجع إلي اللغة اليونانية إذ تشير إلي الألم الذي يعانيه المريض إثر حنينه للعودة لبيته وخوفه من عدم تمكنه من ذلك للأبد وتم وصفها علي انها حالة مرضية أو شكل من اشكال الاكتئاب في بدايات الحقبة الحديثة .

الشباب يرتد لطفولته لأنها الفترة الوحيدة التي شعر بها بالسعادة الكاملة والراحه والفرحة الحقيقية في العالم الزائف المجهد والقاسي الحالي. :/



ملحوظة: كل الروابط التي الحقتها بالمقال تحمل قدر من السعادة والإمتاع لعشاق النوستالجيا مثلي ... أستمتعوا :)



الأربعاء، 7 مايو 2014

خطاب رشا






السادة موظفي مكتب الصحة ، السادة موظفي إدارة الرقابة علي المصنفات الفنية ، السادة ضباط شرطة المصنفات ، السادة موظفي الجمارك والسادة موظفي مكاتب الجودة.

بعد التحية ،،،

لدي سؤال فقط أرغب في أجابته ... أين أنتم ؟ هل أنقرضتم وأنقرضت وظائفكم في مصر أم تغيرت المهام فأصبح دوركم هامشياً لا يستحق الذكر ؟ ما هذا الكم في المنتجات الإستهلاكية وإعلاناتها التي تثير الغرائز لدي المتلقي وتخلق له إحتياجات لم تشغله من قبل جزئياً أو كلياً ؟ وما هذا الكم من المنتجات ذات الربع جوده التي لا تكاد تباع حتي تفسد. ما هو عملكم يا سادة ؟

هل رشا اصبحت صديقتكم كلكم ؟ أنتم ورؤساكم ؟ وهل عوضت بشكل كافي ذلك النقص في مرتباتكم وضمائركم ونفوسكم ؟ يا سادة كنتم صمام أمان فأصبحتم مجرد لاشئ .


تحياتي


مع الإعتذار لكل رشا :)