الثلاثاء، 20 يناير 2015

فسيفساء




فسيفساء




لا تسألني معني العنوان، فيمكنك - لو كنت بدون ثقافة - العثور علي المعني من الشبكة العنكبوتية، ولكن لكي أكون منصفة سأقول إنه فن "الموازييك" فإن لم تعرف أيضاً، عد إلي أقتراحي الأول.



هل تري تلك اللوحة البديعة ؟ لا تقترب منها كثيراً وأكتف بالتأمل من بعيد فبين زواياها آلاف الشظايا وعشرات القطع الزجاجية والرخامية والخزفية تجمعت معاً بمعاناة لتظهر علي هذا الشكل البديع رغم كل ما قابلته وجعلها مجرد حطام لما كان من قبل شئ ما.. حطام لكيان ولكن أُعيد تشكيله لكي يحفظ ماء وجهة بعد أن تناثر وتبعثر وتكسر عشرات المرات بعنف وقسوة من عناصر داخلية وخارجية.. وثق في ذاته وظن أن عناصره من مبادئ ستحميه فوجدها تتفتت أمام ما يقابله مما لا يرغب فيهشم كل زواياه القديمة التي ظنها قويمة فوجدها في هذا الزمن الرمادي عقيمة.



فدعه في حزنه ومعاناته ما دمت لن تُقدِر آلامه التي عاناها من قبل.











الخميس، 1 يناير 2015

المنتحر قاتل



المنتحر قاتل








      المنتحر ليس ضحية، ليس مجرد هارب، ليس اليأس والإحباط مبرر للقتل. القتل الذي أصبح لقمه قابلة للمضغ في فم الجميع لإنتشار التحدث عنها سواء في الأفلام أو الروايات أو النشرات الإذاعية أو الأخبار. أصبح العنف و اخبار الحوادث يهاجمونا في كل الزوايا وبلا إنقطاع فأصبح القتل امر اعتيادي بالرغم انه سمٍ شنيع يزهق الروح ويبلي الجسد ويفسد المجتمع ويفطر القلوب ويُفقد الحياة للمقتول وجدوي الحياة لكل من حوله من أهل وأصدقاء.




    القتل خطيئه لا توبه منها فمن يقتل شخص يعارض بقوة إرادة الله التي وهبت للمقتول حياة وعقوبتها مثلها لمرتكبها. كيف تكون له حياة وقد سلبها من غيره بمحض إرادته ورغبته. جريمة القتل الخطأ يجب أيضاً أن يُغلظ عقوبتها ليتوخي الجميع الحذر ويلزموه بشدة حتي لا تهدر ارواح خطأ او يهرب قاتل من جريمته بحجة الخطأ.





   اما المنتحر الهارب من المجتمع والظروف والحياة ليس مجرد جبان او ضعيف او سلبي او ضحية بل هو قاتل لأنه جرأ علي المساس بالسر الإلهي "الروح" والنعمة بالغة الندرة وهي "الجسد". نعم بالغة الندرة علي رغم من الكثافة السكانية علي كوكب الأرض. أجبني هل يستطيع أي فرد ان يهبك جسده لو أبليت جسدك ؟ أجبني أيضاً هل تستطيع حماية جسدك من الضعف والعجز والمرض وكل ما يشابههم لمائة عام ؟ او خمسون ؟ إذا قدر أهمية ما أعطاه الله لك من روح وجسد وصحة وعزيمة، مليارات البشر أحياء وأموات يتمنوها. ولا تهدرها بشكل نهائي لا رجعة فيه في عملية إنتحار تزهق بها روحك وتُعدم فرصك في الحياة والإنطلاق والبهجة والعوض الكبير الذي يهبه الخالق للصابرين علي سوء الأحوال. والأهم تُعدم فرصتك الوحيدة الباقيه في الرحمة والتوبة بعد ان اصبحت ايها المنتحر او الراغب في الانتحار قاتل.