الثلاثاء، 15 يوليو 2014

جعلوني وحشاً


جعلوني وحشاً




" كيف تحارب الوحوش بدون أن تتحول إلي وحش ؟ " سؤال الفيلسوف نيتشه والذي أثار كثير من المفكرين والمثقفين من بعده، تقوم الكليات العسكريه والشرطه بمعامله طلابها بشكل عنيف مبالغ فيه لتخريج وحوش قادرون علي السيطره علي غابه المجرمين والبلطجيه واللصوص في الشوارع بلا اي انسانيه تذكر. قال لي ضابط قديماً كيف يمكن ان ابقي انساناً ذو حس وكل من يقابلونني يومياً من قتل امه ومن سرق جاره ومن اعتدي علي زوجته او اغتصب الفتيات. وأجد في كلامه بعض المنطق ولكني كذلك ارفض تحوله لوحش، في الدول المتقدمه هناك سجون وهناك شرطه وهناك مجرمون ولكن رغم وجود الثلاث القانون والعدل والإنسانيه هم الحاكم، الانسانيه والعدل في الحياه لا تدفع بمواطنيها للتحول لمجرمين، والقانون لا يدفع حراس الأمن بالتحول لوحوش لمواجهه المجرمين والسيطره عليهم وفرض هدوء مزيف يتأكل بمرور الوقت.

 المنظومه بالكامل فسدت هنا منذ عده عقود فأصبحت الحياه في الاراضي العربيه عنيفه ومقيته تدفع الانسان لإخراج أسوء ما به ليتمكن من الحصول علي حقوقه الأساسيه، وحين يصبح ذو قوه توفر له تلك الحقوق يكون ضميره ونفسه وأخلاقه قد فسدوا فيتحول لمجرم يتجني علي حقوق من حوله، ويصبح علي العناصر الأمنيه بكبح جماحه بتحولهم لوحوش اكثر ضراوه تردعه او تحبسه. وقتها فقط لا يصبح في مقدور الضعفاء اي شئ لأنهم سقطوا بين دوله لا تعدل فتوأد أبنائها او تجعلهم يتقاتلون ومجرم يسلب حقوقهم ويقتات علي ضعفهم وحارس امن لا يأمنهم بل يتحول لوحش بمرور الزمن. الحل بسيط وحازم ولكن للأسف في يد من يملك الإداره لتحقيقه – إن رغب – وهو "العدل- القانون- الإنسانيه" .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق