الاثنين، 7 يوليو 2014

كم عمرك ؟






كم عمرك ؟ لا تقل رقم يعتمد علي يوم ميلادك في الحياة لأن ذلك – مع أحترامي- ليس سوي جهل بعمرك الحقيقي. أنت إنسان والإنسانية بدأت منذ ميلاد آدم، فلا تقلل من شأنها وشأنك برقم صغير لم يعد يتعدي في عصرنا الحالي قرن رغم ان عمر البشريه يتعدي الاف القرون. أري علامات الحيرة تتساقط من ملامحك، لذا دعني أوضح أكثر، هناك اعتقاد اسيوي ان الانسان حين يتوفي تنطلق روحه هائمه وتسكن كيان أخر جماد كان او انسان او حيوان ثم تبدأ تلك الروح تكتشف الوضع الذي اصبحت عليه وامكانياتها وقد تراودها بعض الذكريات من حياتها السابقه. اعلم ان تلك الفكره تتعارض مع معتقداتنا وديننا وثوابتنا ولكني وضعتها فقط لأقرب لك مقصدي الأتي وهو أننا نعيش لعنه سيزيف دون وعي مننا – ولا أعمم حتي لا أظلم من نجا بمجهوده – فنحن كبشر نضع الحجر علي ظهرنا لنصعد به فوق الجبل ونلقيه لننزل ونحمله مجدداً للأعلي. هذا نحن او انت ايها الأنسان، تسعي لتطور نفسك ومهاراتك وفقاً لما يتطلبه او تحتاجه للتعامل مع مفردات عصرك الحالي فتكتشف نفسك وما حولك بالتجربه التي تستهلك عمرك لتموت بعدها ويأتي من بعدك ليعيد الكره بلا ملل او وعي انه يكرر فقط.

تسألني .. إذا ماذا أفعل ؟ أأهمل التمعن في نفسي ومن حولي وأعيش سطحي ؟ لا يا أخي الإنسان كل ما أطلبه منك ان تقرأ كتيب الإرشادات ولا تكن متعجل فتوفر وقت قرائتك للكتيب لتهدره في محاوله إصلاح ما أفسدته بدون علم أو التمعن في التفكير لفهم ما أمامك رغم وجود دليله لديك. نعم عزيزي الإنسان لدينا الدلائل والكتيبات الإرشاديه كلها في الكتب أولها الكتب السماويه التي تفك أحجيه الأنسان والحياه لقرائها المتأنيين المتفحصين ومتسعي الفكر والروح، ثم كتب العلوم بشتي أشكالها، أتظن من سبقوك أهدروا أعمارهم في التدوين للا شئ ؟ انهم يهدوك أعمارهم وخلاصه تجاربهم ومعرفتهم لتبدأ من بعدها ليس لتبدأ من البدايه كأنهم لم يصلوا لشئ، يعطوك المطرقه التي ستكسر بها الحجر الذي علي ظهرك لتبني بيتاً ومصنع تستثمر فيه إنسانيتك بدلاً من إهدارها في الصعود للجبل والتفكير في جدوي حياه بهذا الشكل السقيم، أقرأ لتكسب أعماراً علي عمرك الذي مهما طال لن يتيح لك أن تتعلم وتجرب كل شئ بنفسك. أعرف عمرك الحقيقي بعمر الإنسانيه ومجمل تطورك وإنتاجك بتطور البشريه وليس بنشاطك الفردي وأبدأ من بعدها ولا تكن مثل ملوك الفراعنه وحكامنا المصريون المعاصرون الذين كلما مات منهم شخص اتي من بعده ليهيل التراب علي ذكراه ويمجد في نفسه فقط ليأتي الذي يليه ليمحوه ويُقتل تطور الإنسانيه في هذه البقعه من الأرض في مهدها.


يا انسان العصر .. يا سيد هذا الكون .. عمرك بلغ مليون .. وأمجادك تفوق الحصر






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق