الخميس، 31 يوليو 2014

هش


هشاشة





 الإنسان كائن بالغ الضعف، مغرور ,غبي، يشتد عوده بالزمن ليوهن بعدها بالزمن أيضاً، يسير تيهاً وتعالياً وهو يقضم من مشهيات الدنيا دون تدبر أو نظام ليُمرِض النظام الدقيق المتحقق في معجزة جسده فيتعثر العقل عن العمل بكفاءة رغم قوته ويزدحم مسار سائل الحياة بداخله فتتداعي الأعضاء - المصنوعة بعبقرية - علي مدار الزمن، فيتحقق الضعف البدني ويزداد وهناً وهو الفاقد تحديد مصيره أو معرفة مستقبله أو تأمين رزقه. هو مجرد ساع في الدروب وخالقه هو المتحكم الوحيد في كل تفاصيله العامة والخاصة والشديدة الخصوصية - كدقات قلبه - منذ مولده لوفاته.


لا يتميز الإنسان عن باقي المخلوقات سوى بالعقل وحرية الاختيار، لذا لم تكن الأرض الأرض له علي اتساعها واختلاف تضاريسها وتقلب دواخلها سوى موقع عمل لتدريب وتطوير وتنشيط عقله في تحديات مستمرة استطاع أن يجتاز أغلبها بنجاح فسكن كل البقاع سواءا كانت حارة أو متجمدة، بلغ أعالي الجبال وأنار كهوفها واستكشف أغوار المحيطات وركب البحر والجو بل ووصل الأمر أن غادر الكوكب ونثر في الفضاء من حوله ما يعينه علي تطوير حياته.


ومع كل ذلك يبقى حتى الآن يحارب بشكل مستمر في مجال الأمراض بلا نهاية لأنها تتطور مع تطوره وتهاجمه من كل الزوايا في ملبسه ومأكله ومشربه لتثبت له شيئاً واحداً فقط علي مدى العصور، إنه مهما فاق تطوره وتميزه وبلغ علمه هش.



هناك تعليق واحد: