الأحد، 29 سبتمبر 2013

إعترافات كاتبة


هل أعتبر تلك المدونة مذكراتى ، أم أعتبرها بديل لكشكولى الثمين وجهاز الحاســـب المتنقل الذى اصررت الا اخذ اياهما معى اليوم لكي أقرأ أكثر .

الواقع أثرى من أن نعبر عنه فى كلمات ، هوس النشر منعنى من أن أكتب، أوصــــد قلمى وغلل يمينى ، أظن الأن انه لا يجب علي كل ما أكتبه أن ينشر سواء أثناء حياتى أو فى بلدى ، يوما ما سيجد طريقه لكتاب ما وحده .

ماذا جعلنى اقول ذلك بعد عامان من التوقف عن الكتابة عدا الفتره الأخيرة ، سأقول ذلك وسأحكيه فى مقال أخر بعنوان مكتبة المستشرق أما الان سأحكى عما بداخلى .

عامان أبحث عن عمل يوفر لى الاستقلال المادى ويتيح لى تمويل كتبى فيما بعد ، قصصى ومقالاتى أخذت شكل نقاط فى كشكولى الثمين السابق ذكره لتكتب فى وقت ما لم احدده بعد ، ولن أحدده فى صخب حياتى المالية ، العامان مضيا ولم أصل بعد الى ما طمحت اليه أو ربعه . مازلت أركض ويتم استغلال وقتى وقلمى ووجودى بشكل غير لائق إنسانيا لكرامتى ، نعم أعلم أنى أفضل من ملايين غيرى ماديا ولكن من هذا المنطلق لن أحقق أى شىء .

كنت أبحث لنفسى عن مكان هادىء لاكتب فيه ولكن وجدت ان فى أوقات توفيره لا أجد القدرة أو السعة النفسية أو الطاقة لابوح بما داخلى للاوراق عن طريق الكتابة .

وللاسف فى الضجيج يصبح الامر صعبا للكتابة لصعوبة التركيز ، ومن هذا المنطلق مع ازدحام ايامى بالجرى فى كل اتجاه والتفاصيل الكثيرة وجدت أن كتاباتى شبه توقفت على خواطر أصغر من أن تملا مقالات . كم اتمنى أن أكتب فى البيت ، الوقت والهدوء سيمكنانى أن أكتب يوميا ، ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، اختلاف الاراء والاذواق جعل من البيت خلية نحل فى التعبير اللائق وسيرك قومى فى ذهنى.

بمجرد أن أطأ بابه خروجا أتننفس الصعداء وأشعر بالحرية لثوان ولكن بعدها ان لم أكن ذاهبة لمشوار ما أشعر بالحيرة وشىء من الضياع فأين سأذهب ؟
مكانى المفضل وسط البلد والمقاهى حول البورصة وقدر ما يمكن أكتب وأقرأ بها فى استمتاع الا ان الضجيج كثيرا ما يزعجنى ، ويندر ان اجد مكانا هادىء كليا بها .

بطبعى ملولة بشدة وأكره ذلك فى نفسى فالملل السريع مع شىء من الكسل هم المزيج الاكثر فشلا فى الحياة ونجاحا فى اهدار الوقت والعمر ، لذا أنا فى صراع داخلى دائم بجانب باقى العوامل الموجودة.

بمناسبة الازعاج الخارجى جلس بجانبى الان 3 فتيات فى سن 16 عام ويبدو أنهم أول مرة يجلسا فى مكان عام بالشارع فكل شىء عجيب ويستحق مجموعة من التعبيرات والتأثيرات الصاخبة بجانبى وأنا أكتب . ها هم طلبوا شيشة وسيضيفوا للازعاج بوجودهم ازعاج بالدخان .

في نهاية جلوسي اتضح لى ان وحدتى والفراغ الذى شعرت به كان لأنى ضللت طريقى نحو الكتب فهى حقا كانت ومازالت خير صديق وخير رفقة وخير أنيس وخير وسيلة تنقل ترسلنى لابعد الحدود ، و تباً لتكنولوجيا ملأت ايامنا بالفراغ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق