السبت، 28 سبتمبر 2013

دوس بنزين










يتسم معظمنا للأسف بعدم إنضباط المواعيد و ترك الامور – سواء بشكل متعمد او لا – لأخر وقت و ربما تأخيرها ايضا سواء كان هناك عقوبة أو لا. مما جعلنا جميعاً في حالة من الركض للحاق بما نتأخر عليه . هذا بالطبع بإستثناء من يهوون الركض لتأديه اعمالهم كلها في اسرع أو اقل وقت .
يقولون ان اهل العاصمه في اي بلد لاهثين اكثر من اهل الريف ، سواء في المواصلات او في العمل الذي علي اختلافه يجتمع علي مبدا واحد و هو " الوقت من ذهب " بينما اهل الريف اعتادوا علي الهدوء و الاستيقاظ المبك الذي يمكنهم من يومهم بطوله فيعملون كل ما يرغبو  كل علي سواه في وقته .
كلامي قد تتفق معه ولكن يأسفني أن اقول لك ان كل ما مر ليس سوي مجرد مقدمة تمهيدية لما ارغب في ان اتحدث معك عنه، الا و هو ما هو منظورك الشخصي للسرعة ؟ ... عفوا ً سأسئلك عدة اسئله و اجيبها واحد تلو الأخر حتي تدرك معي ما وصل حالنا اليه .
 

  1.     هل ان ركضت سيارة بجانبك بشده و انت سائر مسالم في الطريق لن تعترض ؟
  2.     هل ان اصطدم بك شخص اثناء ركضه في اي اتجاه لن تعترض ؟
  3.     هل لو وقف يعتذر لك و يشرح لك سبب سرعته يتتقبل ذلك و تقف معه لنهاية كلامه ؟
  4.     هل لو اصطدمت انت اثناء ركضك لسبب هام ما بشخص ستقف لتعتذر له و تشرح له سبب سرعتك ؟
  5.     هل لو والدتك مريضه وتحتاج دكتور او صديقك في مأزق أو متأخر علي مشوار هام او زوجتك في حاله ولاده ستقود سيارتك عكس الطريق لأنه فارغ أو تصعد لرصيف واسع تسير فوه تجنباً للزحمه ؟
 
    هل ستصمت لو متوقف مضطر بسيارتك او في المواصلات في طريق مزدحم و شبه متوقف و السائق الذي خلفك تخطاك عن طريق الصعود فوق الرصيف ثم نزل امامك اول ما اتيحت له الفرصه .
لا تخف اسئلتي تلك ليس لتقيمك بل لتقيم انت نفسك و ازعم ان معظم من سيقرأ هذا المقال سيجد ازدواجيه في نفسه بعد الاجابة بحيث انه سيجد انه يقبل الخروج عن النظام لنفسه ان كان متعجل بينما لن يقبل لغيرة الخروج عن النظام في الوضع العام و هذا غالباً لأنه لم يضع نفسه مكانه و لم يدرك ان هذا الخارج عن النظام قد يكون متعجل لأمر هام و ليس مجرد مستهتر .
نعم يا سادة كلنا في نظر انفسنا استثناء و نطبق القاعدة علي غيرنا فقط او علي اي مما لا يمسنا شخصياً . و علي ان اعترف انا ايضا ان سبب كتابتي لهذا المقال ليس تقييماً للناس بل لوماً للنفس و محاوله للتفكير معكم بصوت عال و التناقش معكم في اثناء من اسوء عيوبنا وهم التأخير و التمييز .
ما حدث اني كنت علي طريق كورنيش المعادي الذي ازدحم مؤخراً بشكل ينافس شارع الهرم ذاته ، و قام إحدي سواقين الميكوباص مستغلاً الزحام المروري و الفوضه الأمنيه بالصعود علي الرصيف الواسع الجانبي الذي قد يحمل عربيه لمسافه طويله طالمه لا يقسمه شجره ، و ما اكثر تلك المساحات . غضبت في نفسي و قلت اذا ركبت مع سائق مثل هذا سأنهره و سأعطيه درسا في سلوكيات و قواعد القيادة و حق المشاة في المشي سالمين فوق الرصيف .
و لكن لسوء حظي حين حدث هذا معي كان في يوم انا متاخره فيه عن الوصول لمكان ما فتقبلت هذا صامتة لأنه في مصلحتي الشخصية .
و كم استأت من نفسي يومها فقررت أن احذو حذو اهل الريف و هو الوصول مبكرأ لأينما ارغب خير لي من ان انزل متأخرة، فقضمة الوقت تدفعني لأتجاهل قيمي و أنسانيتي و حقوق من حولي .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق