الأربعاء، 2 أكتوبر 2013

مخترعين مصر بين الواقع والامل جـ1



 " أختراعات مصرية ... أين ؟" ... " جهاز تنميه الابتكار ؟ أهناك أبتكار في الأصل " ... " لا اعرف أختراع واحد أخترعه مصري بدون سفر " ... " هل في مخترعين غير زويل ؟ .

هكذا كانت الردود حين سألنا المواطن المصري في الشارع عما يعرفه عن الاختراعات والمخترعين المصريين ، وبرغم نبره الحزن و التشاؤم التي بها ، الا انها توضح كيف أنه حتي الانسان المصري البسيط يحلم بأن تنجب مصر أبناء يقودونها لتوازي الدول الغربيه تقدما وعلما وازدهار . وعلي الجانب الاخر يعاني ابناء مصر ذو القدرات العلميه البراقه من اهمال وصعوبات جعلت من اختراعاتهم زينه للأرفف حينا أو أختراعات غايتها الاولي والوحيده التنافس في المسابقات الجامعيه لحصد الجوائز دون التفعيل في الواقع ، أو سلع للبيع للشركات التي قد تستفيد منها ويضيع حق المخترع فيها .

ولهذا كان لنا هذا التحقيق لكي نكشف عن المشكله ونبحث لها عن حلول .
كانت بدايه الخيط علي شبكه الانترنت التي كانت من المفترض ان تكون ساحتهم لتبادل الافكار وتشارك وجهات النظر والتعرف علي كل جديد في مجال العلم والتكنولوجيا . فبدلا من ذلك اجتمع العلماء الكترونيا لبث شكواهم و التعبير عن ضيقهم مما يحدث لهم و التحدث عن المعوقات التي تنهال علي جهودهم العلميه في مصر بلا توقف . 

و من تلك الشكاوي :-
• أكاديمية البحث العلمي تطلب 500 جنيه لتسجيل أى اختراع وهناك اختراعات كثيرة تتعرض للسخرية والاستهزاء من قبل العاملين. كما يتحتم علي المخترع أن يقوم بتسويق إختراعه علي الرغم من ان عملية التسويق هذه مستحيلة لأن جميع إلاختراعات عبارة عن نماذج مصغرة "ماكيت" ينقصها التنفيذ بشكل أكبر للاستعمال بين البشر بأمان. و لا يوجد عروض من الجامعات أو المراكز البحثية المصرية لرعاية المواهب فى الوقت التى تسعى فية دول أوروبية وعربية لتقديم المنح الدراسية والبعثات والرعاية الكاملة لأصحاب الأختراعات .
• عدم التنسيق بين الجهات البحثية مما يوفر المجهود والوقت والمال.
• عدم وجود جهة تتولى تنفيذ وتطبيق الاختراعات بدلا من أن يتولى المخترع بنفسه البحث عن شركة أو مصنع أو جهة تسويقية لابتكاره.
• تدني أجور الباحثين برغم أنهم يمكثون بالساعات الطوال داخل المعامل في صمت وربما لشهور من أجل الوصول لنتيجة
• أفتقار القيادات المميزة في إدارة البحث العلمي، فالمنصب هناك بالأقدمية، كما يحتاج الأمر لتمويل كبير ومناخ إيجابي يحتضن الباحثين.
• لدينا 102 نادٍ للعلوم بمراكز الشباب، إضافة لنوادي العلوم بقصور الثقافة وبالمراكز الثقافية العلمية، وهذه النوادي تحتاج لمظلة ترعاها.
• المسألة ليست ميزانية وتمويلا فقط بل نظام وإدارة، فالهند دولة فقيرة تقدمت وعجلات قطار الانطلاق أربع هي: إدارة وعقول وتسويق وتمويل، والمهم التطبيق وليس مجرد البحث النظري.
• قصور التعاون و التنسيق بين معاهد البحوث والقطاع الخاص فيما يتعلق بالتمويل أو نوعية البحوث.
• ضعف الشراكة بين المؤسسات البحثية والمنشآت الصناعية ومؤسسات الأعمال واستعانتهم بالخبرات الأجنبية دون استثمارهم للخبرات الوطنية المتوافرة.
• ضعف التعاون بين الدول العربية في المجالات الاقتصادية ووجود حواجز سياسية واجتماعية بين هذه الدول مما يؤثر في حركة التسويق.
• المخترعين لا يملكون معرفة كافية بالجهات و الشركات الدولية و بالتالى من السهل التلاعب مع الشركات لهضم حقوق هؤلاء مقابل عمولات بل و تحويلهم للصوص سرقوا أبحاث فى بعض الأحيان .
 

وللتحقق من صدق تلك الشكاوي كانت لنا تلك الجوله التي بدأنها مع باسم منير . وباسم منير طالب هندسه قسم اتصالات بجامعه القاهره 

و له 3 اختراعات في مجال الميكانيكا والطب ، وبرغم أهميتهم لم يسجل منهم شيئا . و حين سألناه عن سبب ذلك ، قال ان الاجراءات معقده و ممله حيث يتم تقديم طلب براءه الاختراع في اكاديميه البحث العلمي وهذا الطلب يلزم بملء الكثير من الاوراق ثم بعد عام كامل يتم مناقشه الاختراع و تقرير القبول او الرفض لذا لم اسجله بعد . وهذا عوضا عن ان التمويل يكون ذاتيا و لا يوجد تشجيع مطلقا.
سألناه بعض التفاصيل عن اختراعاته فقال : لقد ابتكرت سياره صغيره تستخدم في نظم المراقبة والاستكشافات و يمكن ان تقوم بكشف الالغام .

كما صممت لوحة إعلانات ميكانيكية تستطيع حمل 6 إعلانات بدلا من الموجوده التي لا تحمل سوي 4 فقط و يمكن استغلالها في إعلانات الطرق أو الحدائق والمتنزهات .
وقمت ايضا بصنع جهاز تقليب الدم ،يقوم بتقليب عينات الدم في معامل التحاليل الطبية ذات الكثافة العالية للحفاظ عليها حتي يتم تحليلها . ويستوعب هذا الجهاز 24 عينة . ويتم تشغيل الجهاز باللمس لسهولة الاستخدام وبه ايضا مؤشر لتغيير سرعة الحركة وعداد زمني لتحديد زمن التقليب .

وحين سألناه عن العقبات التي واجهته قال ان اهم العقبات كانت التمويل ثم يأتي بعدها تسجيل تلك الاختراعات بأسمي .
سألناه ايضا ان الجهاز الطبي ولوحه الاعلانات هي تطوير وتحسين لاشياء موجوده من قبل ، والسياره ناتجه عن حبه لمجال الميكانيكا , فهل فكر في ابتكار اختراع لم يكن موجودا من قبل و بوجوده يعالج نقص في مكان ما ؟
فقال أنه فكر هو وزميل له في عده اشياء يرغبون في صناعتها منها ما هو افكار جديده ومنها ما هو تعديلات لأفكار موجوده بالفعل ولكن ما يمنعهم من تحقيق ذلك هو عدم وجود تمويل لها .

وأنهي باسم حواره معنا بأمله في ان تهتم بلادنا بالشباب المبتكرين ، فهم سبب تقدم أي بلد و أن حلمه أن نكون مصنعين لا مستهلكين .
وغيرها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق