الاثنين، 14 أكتوبر 2013

أنا ومن بعدى الطوفان



أنا ومن بعدى الطوفان


اهذا ما حلمنا به ... لا أظن .. . بعد سقوط فرعون مصر ، تدهورت الاحوال وحدث كل ما أشيع من قبل عن "مصر بلا مبارك" من فوضى. الاعلام مازال يمارس مهمته فى تعبئة الناس ولكن فى الاتجاه المضاد ولم يطهره بعد دماء الشهداء من زيفه . فلم يتغير فيه سوى أفراد وبقيت السياسات البائدة والالية المهترئة والافكار المتعفنة التى لا يهمها سوى ذاتها ، بلا مراعاة لمصلحة مصر او الوقت الحرج أو اولى مبادىء الاعلام الحر الشريف وهو " الحياد والموضوعية " ، مستندا في هذا النهج الى ثقل اسامى اصحابها أدبيا .
كثرت فى التليفزيون المشادات بين اصحاب الافكار المتعارضة دون مراعاة لفكر المشاهد البسيط التائه منذ بداية تلك النقلة اهو مع أم ضد وهل لو مع فلماذا حدثت الفوضى ولو مع ضد ، هل سيتهم بالخيانة او الكفر .
ثقافة تقبل الرأى الاخر لا تسود ســوى فى النــدوات الثقافيــــة التى لا يحضرها 90% من الشعب المصرى . هذا الشعب الذى استقى فكر الانا من التليفزيون ذو الجانب الواحد أو الافلام التى تعرض سلبيات المجتمع بلا حلول فتقدم افكار جديدة للانحلال فى اماكن غير اماكنها . بل و استقاها ايضا من تاريخ مصر حيث الحاكم الواحد الذى لا يرحل الا بموته (بأستثناء الاحداث الاخيرة) . لذا فليس من الغريب ان يتشاجر رواد المقاهى لاجل مباراة أو يضرب الرجل زوجته ان لم تقبل رأيه او يتشاجر اي اثنان ويعم الخصام بينهم و يصل تغليب الانا والرأى الواحد للانفصال والقطيعه نهائيا ، كما هناك من يسيىء الي زملاءه في العمل للترقى فوقهم مقابل ضياع المبادىء والود والمصلحة العامة للمكان و التى لا تتحقق بأعلى كفاءة الا بالتعاون والتكامل .
والغريب ان الائمة الاربعة رغم اختلافهم فقد تعايشا معا دون نزاع ، وتعايش اصحاب الديانات المختلفة فى مصر قديما .. والان المتزوجون أو الاخوة غير قادرون على التعايش معا وقليل فقط هم المستعدون للتضحية مقابل الحفاظ على الاخوة أو المصلحة العامة أو الصداقة أو الجيرة أو الحب . احقا نحن فى زمــن المســخ كما قالها عادل امـــــــام ؟ كيف يمكن اصلاح ما قد فسد والفساد لم يصب العلاقات فقط با وصل للنفوس ذاتها . والسؤال الحقيقى هو ... هل نملك اثمن من النفس لنهتم به على حسابها ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق