الثلاثاء، 21 يناير 2014

البحث عن رجل السكر


البحث عن رجل السكر



ذهبت الشهر الماضي إلي الصالون الثقافي  الثالث في بيت الرصيف و كان بعنوان "البحث عن المُلهم" وعرض الفيلم الوثائقي "البحث عن رجل السكر" للمخرج السويدي الجزائري مالك جلول . 

و بيت الرصيف هو مكان شبابي ثقافي بالمعادي اعتدت الذهاب إليه مؤخراً للكتابة وسألحق في أخر المقال نبذة عنه .


 لست من مدمنين الأفلام التسجيلية أو الوثائقية وإن كنت أقدرها وأقدر صناعتها و قليلاً ما أشاهدها . ما جذبني في الأمر أن الدعاية عن الفيلم كانت أن هذا الفيلم عن الفرص الضائعة الغير مقدرة و كان النص الدعائي " الفيلم بيحكي قصة مغني الروك الأمريكي سيكستو  رودريغز اللي ظهر في سبعينات بطريقة جديدة للغناء لكن الناس وشركات تسجيل الاسطوانات الموسيقية تجاهلته و لم ينجح، فأختار إنه ينسحب و يختفي. لكن في مكان تاني بعيد، في جنوب أفريقيا أصبح رودريغز نجم أسطوري وموسيقته أصبحت رمز لمقاومة العنصرية وأنتشرت أغانية واسطوانته رغم أن حكومة الأقلية البيضاء منعتها، كل ده والرجل الذي يعشقون سماع أغنياته وملهم نضالهم، مجهول في بلاده. "  لذا بعد أن أنهيت كتابتي هناك انتظرت لموعد عرض الفيلم وكان السابعة وصادف أن جائت كاميرا صدى البلد لتسجل ندوة سبقت عرض الفيلم وطالت وصبري القليل كاد يمنعني عنه ولكن حظي الجيد أبقاني. الفيلم كعادة الأفلام التسجيلية بدأ بأحداث هادئة رتيبه قد يملها البعض ولكن الصابر دوماً هو المستمتع بالنهاية.




لن أحرق الفيلم للراغبين بمشاهدته أو من يفكرون في الأمر فالفيلم ممتع ومثير يحكى عن فنان لاتيني ذو صوت بديع وموهبة براقة أنتج البومين غنائيان فشلا فاختفى وقيل عنه أنه انتحر في أخر حفلاته و رغم ذلك انتقلت الاغاني عن طريق مستمع ما لجنوب أفريقيا ونجحت هناك بشدة في بلد بقارة أخرى وبل و أصبح بطل شعبي لدى من لا يعرفونه هناك .

أمريكا بلد الفرص قتلت فرصته في النجومية وأجهضت حلمه ونجح في بلد فقير ممل بعيد دون أن يعلم. صانع الفيلم أصر أن يبحث ويعرف أكثر عن هذا الفنان المغمور والغريب ليعرف التفاصيل الحقيقية لقصته ليفاجأ بعدة أمور كانت بعيدة عن التخيل أو الحسبان وخلال الفيلم تعرف من هو الرجل السكر و هو ليس المغني للعلم .

بعد مشاهدة الفيلم جلسنا لنتناقش في تفاصيل الفيلم الممتعة والحقيقية ونتبادل أفكارنا عنه. الحدث ممتع ومشاركته في هذا المكان المميز أمتع وعلمني أن أفتح مداركي للجديد وأثق أن المجهود مقرون بالنجاح دائماً حتى لو فصلتهم عن بعض السنوات و أن الله ان حبا شخص بموهبة ما فذل لسبب أكيد و ان لكل مجتهد نصيب حتي لو لم يلمسه في البدايه و لا يعرف عنه شئ بعد ذلك ، الله يسبب الأسباب و يرسل له من يخبره بأن "الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً" .

.....................................


تعريف الرصيف علي لسان منشئيه " الرصيف إبتدى في شهر نوفمبر 2009 بمجلة إسمها "خروجات" وكان الهدف منها هو إننا نغيّر نوعية خروجاتنا بدل ما هي قهوة بس، يبقى فيها نوع من الثقافة المُمتعة فكانت الفكرة إننا نُنشر جدول للحفلات الثقافية اللي بتتعمل في القاهرة ومعاها شوية أفكار عن البلد اللي بنحلم نعيش فيها، وكانت المجلة بتتوزع ببلاش على الناس وبيدفع قيمة طباعتها رعاة وفعلاً كان معانا موبينيل ومنصور .. إلى أن قامت الثورة في يناير 2011 وطلعت موبينيل ومنصور لعدم قُدرتهم على تحمل التكاليف بعد الخُسارة المادية اللي سببتهالهم الثورة.

على الرغم من خسارة الرعاة إلا إننا كسبنا كتير بسبب الثورة فإبتدى يبقى معانا عقول جديدة أضافت أفكار تنموية أعمق من "خروجات" فبقينا أكتر وأحسن، وإبتدت مجلة الرصيف في شهر مايو 2011 بتلات أبواب وبعدين إتطورت لـ 6 أبواب.

فضلنا نطبع مجلة الرصيف من شهر مايو 2011 لحد شهر ديسمبر 2012 بتبرُع بوقت وفلوس من ناس مننا علشان الفكرة تستمر وتفيد أكبر قدر ممكن من الناس وماوقفناش طباعة إلا لما لاقينا وسائل بديلة ننشر بيها الفكرة.

بيت الرصيف :
أواخر السنة اللي فاتت 2012 عملنا مهرجانين في المعادي وشوفنا قد إيه في طاقة إيجابية عظيمة بتطلع لما الناس بتتجمع على حاجه إيجابيه .. المهرجان عبارة عن معرض للصناعات اليدوية اللي ناس زيك وزيي عاملينها ومسرح كبير للفرق الفنية المستقلة ومنطقة مبادرات لعرض شغلهم ومنطقة للأطفال علشان يتعلموا حاجه جديدة.

بيت الرصيف فتح في شهر فبراير 2013 وهو مساحة حُرة مُستقلة إتبنت بأيادي مُجتمع مؤمن بإن القيمة والكرامة حق لكُل خلق الله

بيت الرصيف مفتوح علشان تعبر عن نفسك وتلاقي سبب وجودك وتطوّر نفسك وسط ناس مؤمنين إن ربنا خلقك عشان تعيش أحسن حاجه جواك وتعمر بيها الأرض وتسعد بيها اللي حواليك .

أنشطة بيت الرصيف:

مسرح : علشان لو عندك حاجه تحب تقولها للناس أو تسمع منهم
علاج بالفن : علشان تعرف تشوف روحك في مرايه
ورش عمل : تتعلم فيها حاجه أو تعلم حد فيها حاجه
قعدة طبالي: لو عايز تفكر في حاجه وعايز النتيجة تطلع أصلية
المدورة : توقع وإنت قاعد عالترابيزة دي إن أي حد ممكن يجي يقعد معاك ويفتح كلام في أي موضوع وتتناقشوا فيه
الناصبه : لو ريقك نشف وعايز تشرب حاجه تشفي روحك وتفوّق دماغك
المعرض : علشان تشتري حاجات مصرية حلوة معموله بإيدين ناس زيك
جزر وبقدونس : علشان لو جُعت وحبيت تاكل من إيد ناس بيحبوا يأكلوا الناس


أبواب مجلة الرصيف:

جمهورية التحرير
هي حالة عيشناها لمدة 18 يوم في ميدان التحرير ماعيشناش زيهم قبل كده ولا بعد كده، شوفنا فيهم مصر اللي في أحلامنا: حالة من التكاتف والتحضُر والكرامة، بس مصر تحريرها مش ميدان ! التحرير ميدان في قلب كل واحد وواحدة فينا.

شبكة وصل
في شباب كتير أوي في البلد دي اتجمعّوا علشان يعملوا حاجه كويسة لينا .. فكّرنا إننا نقابلهم ونتعرّف عليهم ونُنشر حكاياتهم .. يمكن حد يعجبه اللي بيعملوه فينزل يشارك معاهم أو حتى يفكر إنه يعمل حاجه بنفسه أو على الأقل نسكِّت الناس اللي بتقول إن البلد دي محدش بيعمل فيها حاجه كويسة ..تعال شوف أهُم ماليين البلد!

حواديت
حكايات من التاريخ يمكن نتعلم منه حاجه

مهارات
فكر كده شوية .. ! هتلاقي إن أكيد في حاجه نفسك تتعلمها من زمان بس ماجتش الفرصة إنك تتعلمها .. فريق الرصيف إتعرف على ناس مُبدعين كتير في مجالات مُختلفة ومش بس كده، دول كمان مُستعدين يعلموا مهاراتهم دي لناس تانيه .. إحنا جمّعنا الناس دي ونشرنا صورهم ومجالاتهم وإزاي تقدر توصلّهم علشان تتعلم الحاجه اللي نفسك فيها !

وصف مصر
أياً كان اللّي حصل أنا مش رد فعل..لأ، أنا مستقل..البلد دي ياما اتوصفت وياما اتحكت وكُل جيل له حكاياته اللي لازم يحكيها ويعرف حكاية بلده .. ولو ما عرفش حكاية بلده يبقي هايجي اللي يحكيله أكاذيب ويستغل جهله بيها .. أو يستغل جهله ويقنعه إنه لازم يقلده عشان يبقي روش زيه وبكده يفقده هويته ويخسر كل حاجة.
البلد دي اتوصفت قبل كده سنة 1802 على إيد فرنساويين تابعين للحملة الفرنسية على مصر، ووصف المُستعمِر هدفة الدراسة لمعرفة موارد الخير في البلد المُستعمرَة، أكيد ماكانتش خدمة للمُجتمع المصري .. إحنا قررنا نعمل وصف مصر جديد؛ وصف المصريين للمصريين .. لما نعرف بعض صعب نكره أو نخوّن بعض. وأكيد حنعيش أحسن ساعتها.

خروجات
لقينا إننا بس لو ابتدينا بشوية خروجات بسيطة ممكن نغير حاجات كتير أوي في حياتنا يعني بدل ما كُل ما يبقى عندنا وقت فاضي نروح نقعد عالقهوة لحد ما زهقنا من الكرسي اللي بنقعد عليه .. ابتدينا نغير ونروح أماكن تانيه ماكناش نعرف عنها حاجه لقينا ان الموضوع ده فعلاً بيفرق معانا جداً وبيعرفنا حاجات عن نفسنا ماكناش واخدين بالنا منها !


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق