الأربعاء، 15 يناير 2014

يكمن الشيطان في التفاصيل



في البداية يجب أن أعتذر عن كلمات هذا المقال ذو الطابع الكئيب فرأيي ان الكتابات يجب أن ترفع من معنويات قارئها وتصبره وتعينه علي الأستمرار في واقعنا الغريب وتلك هي مهمه الكاتب الأولي ورسالته السامية، فأنا أغضب من تلك الكتابات التي تعتبر فقط مجرة مرآة دقيقه علي حال سئ، قد تكون مرجع تاريخي جيد فيما بعد للتعرف علي احوال المواطنين في مكان ما في فتره زمنيه ما ولكنها لم تعينهم وقتها كما إنها لا تساعد أخلاقياً وحضارياً القارئ في السمو بذاته عن واقعه، كما اني ارفض كذلك تلك الكتابات الورديه الخياليه التي تفصل القارئ عن واقعه وتجعل الذي يعتمد عليها جاهل وساذج. ولكن مشكلتي الأن إنني ككاتبة علي أن أخرج قليلاً عن مهمتي لأعبر عما بذاتي.

" يكمن الشيطان في التفاصيل "، مثل إنجليزي لا اعرف سببه ولكن اصبح شائعاً بشده الأن في وطننا العربي، وبالرغم من ان الكاتب والمؤلف يعتمد بشكل كبير علي التفاصيل ليتكمن من رسم الصور التي بخياله للقارئ، او السيناريست يتلاعب بالتفاصيل ليبهر المتلقي ويفاجأه في أوقات لا يحسبها بأمور كانت قد عُرضت تفاصيلها بشكل سريع ودون تركيز عليها من قبل. فالمسئولون ذو الوعود البراقه هم خير من يطبق هذا المثل، فمن يبحث خلفهم يجد في كل اتفاقياتهم او صفقاتهم ملايين الشياطين المختبئه في التفاصيل والتي لا يعلم عنها أحد شئ إلا بعد ان تصبح تلك التفاصيل أمراً واقع مريراً.

للأسف وصلنا لوقت أصبحت التفاصيل اليومية للحياة تتدرج بين مرحلتين أسخف من بعض، مرحلة التفاصيل التي تخص الحياة العامة وهي مقبضه تدفع لليأس الاف المرات في اليوم الواحد لأن كل من يملك الزمام في اي مكان هام فاسد بكل المقاييس.
ومرحلة التفاصيل اليومية المعتادة السخيفة والمملة والتي تنأي عنها أحياناً حتي لا تجد نفسك بسببها أصبحت شخص سطحي بلا ملامح، تنظر بعدها للمرآة فلا تعرف نفسك.

عام 2006 تم إنتاج فيلم  بأسم Click للفنان أدم سندلر يحكي عن شخص مل من الاحداث اليومية الرتيبة وجائته الفرصه بأن يتخلص منها بأن يجعلها تجري دون ان يشعر بها، ولكن مع الوقت أكتشف ان في التفاصيل التي ركضت دون ان يعلم عنها شئ أنفصلت عنه اسرته لعدم مشاركته في تفاصيلهم ومر العمر منه دون ان ينتبه او يشعر به او يعيشه وندم في النهايه لأختياره في البدايه بأن يهرب من التفاصيل .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق